أي أساس أو مستند ، أو مبرر للشعور ببقائه ، وأصالته ، واستمراره ..
فيصبح هذا الحب مشوبا بالشعور بإمكانية فقده لأي طارئ ، أو صارف عنه .. وقد يضعف الحافز الذاتي له ، ولا يجد منشأ آخر يمكن أن يعتمد عليه فيه ..
«وَكانَ سَعْيُكُمْ مَشْكُوراً» :
ورغم أن الإنسان مملوك لله سبحانه ، فإن الله تعالى قد تفضل عليه بأن جعل لسعيه قيمة ..
ثم اعتبره ملكا للإنسان نفسه .. على قاعدة : (قُلْ ما سَأَلْتُكُمْ مِنْ أَجْرٍ فَهُوَ لَكُمْ) (١) ..
غير أن اللافت هنا : أنه سبحانه حتى حين تفضل على الإنسان بهذا وذاك ، فإنه قد اعتبر الإنسان العامل أهلا لأن يشكر على عمله هذا ، رغم أن فائدة العمل وعائدته إنما تعود عليه دون سواه ..
وقد أخبر تعالى عن حصول هذا الشكر ، وعن بقائه ، وعن كينونته بقوله : (وَكانَ سَعْيُكُمْ مَشْكُوراً ..) فلم يقل : وسنشكر لكم ذلك .. بل قال : «كان» ، ليشير إلى أن الشكورية الثابتة والدائمة والباقية لسعيكم ؛ قد تحققت وانته الأمر.
«سعيكم» :
ثم إن الله تعالى قد ذكر هنا مجرد السعي ، ولم يذكر نوعه ، ومستواه ، ونتائجه ، وآثاره وحجمها ، وهذا معناه : أن مجرد السعي يجعل الأبرار مستحقين لهذا الجزاء ولذلك الشكر ..
__________________
(١) سورة سبأ الآية ٤٧.