ولا إلى قمر.
غير أن ذلك يحتاج الى إثبات أن يكون القرآن قد استفاد من لغة «طي» في خصوص هذا المورد ، وهو ما يحتاج إلى دليل ، وإلى مبرر ، وكلاهما مفقود.
تعلق النفي بذات ، وبصفة!! :
وملاحظة أخرى هي : أنه تعالى قد نفى الحر والبرد ، ونفى أيضا الليل ، والحاجة إلى الشمس ، بتعبير واحد ، وذلك حين قال : (لا يَرَوْنَ فِيها شَمْساً وَلا زَمْهَرِيراً).
وقد تعلق النفي للشمس وللزمهرير ، بأسلوب الرؤية لذات الشمس ، ونفي رؤية البرد ، ونفي درجته ومستواه وهو صفة الزمهريرية. لأنها هي التي تسبب الأذى للإنسان .. أما البرد نفسه فإنه لم يرد أن ينفيه ، لأنه قد يكون لذيذا في بعض الحالات ، كما لو جاء في قسوة الحر ، ثم هو يعطي الجو لطافة ولو بدون وجود حرّ ، ولذا توجه النفي في الآية إلى خصوص الحالة المؤذية من البرد ، وهي الزمهريرية .. ولم ينف البرد اللطيف الناعم في أيام الربيع مثلا.
«لا يَرَوْنَ» :
وقد نفى الله تعالى رؤية «الزمهرير» في الجنة ، مع أن الزمهرير لا يدرك بالباصرة ، ولا تقع عليه الرؤية ، بل هو مما يدرك بالحسّ .. لأن المراد هو نفي وجود الشمس والزمهرير ، بواسطة نفي رؤيتها ، وذلك يلازم نفي آثارهما .. لأن الزمهرير وإن كان لا يرى بالبصر ، لكن إحساس الإنسان بالحر والبرد جسديا قد يكون كاذبا أيضا .. فأراد تعالى بقوله : (لا يَرَوْنَ فِيها شَمْساً وَلا زَمْهَرِيراً) ، أن يؤكد على حقيقة : أن الإحساس