وعلى كل حال ، فإن ذكر النبيّ صلىاللهعليهوآله لاسم ربّه ، ليس لأنه يغفل عنه ، بل لأنه يريد تعميق معرفته في أعماق وجوده.
«ربّك» :
ولا حاجة بنا إلى معاودة التذكير بأن التعبير بكلمة «رب» دون كلمة الإله ، أو الله ، قد جاء ليشير إلى التربية والرعاية الإلهية ، من موقع الحكمة ، والمحبة ، وأنه يبقى موضع العناية والاهتمام الربوبي.
وقد أضاف كلمة «الربّ» إلى كاف الخطاب للنبي صلىاللهعليهوآله ، ليشير إلى أنه صلىاللهعليهوآله ، هو نفسه ـ وبما هو شخص له خصوصياته التي تميّزه عن الآخرين ـ مورد العناية ، ومحل اللطف الربوبي ، وليس اللطف عامّا ، ويكون هو من الأفراد الذين يشملهم ذلك العام.
«بُكْرَةً وَأَصِيلاً» :
ثم إن ثمة أكثر من نقطة ترتبط بالبكرة والأصيل ، اللذين ذكرا في الآية المباركة ، وفيما يلي تذكير بما تيسر منها :
١ ـ الوقت ليس مجرّد وعاء :
قد دلّت الآيات الشريفة ، والتشريعات المختلفة ، على أن للوقت وللمكان قيمة واقعية ، ونصيبا حقيقيا ، في تحقيق الغايات من التشريع ، فللصلاة أوقاتها ، كما للحج ، وللصوم ، وغير ذلك ، بحيث لو أن الصائم أفطر قبل الغروب بدقيقة واحدة بطل صومه ، وكذا لو صلّى قبل الظهر بدقيقة واحدة ، بل لا بدّ من إعادة هذه وذاك. مع أن الأفعال المشترطة بالوقت لا تتفاوت فيما بينها.
فدعوى أن الوقت كالمكان مجرّد ظرف لوقوع الفعل ، وليس له أي تأثير في الأمر العبادي ، غير صحيحة ..