كلمة أخيرة :
بسم الله الرحمن الرحيم
والحمد لله ، والصلاة والسّلام على محمد وآله الطاهرين ..
وبعد ..
فقد كانت تلك نبذة من الكلام حول ظواهر آيات سورة «هل أتى» المباركة .. والتي هي سورة «أهل البيت» عليهم الصلاة والسّلام.
ولا بد لنا قبل أن نودع القارئ الكريم من الإعلان الصريح له بأنها محاولة لا تليق بأن تسمى تفسيرا ، أو حتى مدخلا لتفسير هذه الآيات الشريفة .. كيف! والقرآن بحر عميق لا تفنى عجائبه ، ولا تنفذ غرائبه ، ولا يشبع منه علماؤه. وما علماؤه إلا أهل بيت العصمة ، الذين اختصهم الله تعالى بمعرفة كوامنه وأسراره ، وحباهم بالتقلب بسواطع أنواره ..
وكل من عداهم لا يعدو أن يكون متطفلا ، لا يدرك غاية ، إلا بمقدار ما يدركه طفل ساذج ، يقف على شاطئ البحر المحيط ، ليلقي بنظرة بلهاء كليلة ، على طرف ضئيل من مياهه العذبة ..
فإنه مهما حاول ذلك الطفل العاجز أن يجهد نفسه ، ويثير كوامن فكره ، فلن يكون قادرا على إدراك ما لذلك البحر المحيط من مقدار ، ولا على استكناه ما يحتضنه من خفايا وأسرار ، أو على ما فيه من حقائق ، ودقائق ، وما تشتمل عليه أعماقه من غرائب وعجائب ..