الإشكال في صلاة الظهر ، فإنها ليست بكرة ، وليست أصيلا ، كما هو ظاهر ..
ثانيا : إن الآية لم تذكر الصلاة أصلا .. فلماذا الإصرار على إضافة هذه الخصوصيّة إلى مضمونها؟!
٣ ـ التّنصيص على البكرة والأصيل :
ويبقى سؤال هو : لماذا اختار الله سبحانه التّنصيص على هذين الوقتين : البكرة والأصيل ، دون سواهما؟
ويمكن أن يجاب :
أولا : إن لكلّ وقت إغراءاته ، وصوارفه ، وشياطينه الخاصة به ، التي تزيّن للناس المعاصي المناسبة لتلك الأوقات ، ففي النهار مثلا يواجه الإنسان الناس ، ويتعامل معهم ، ويبيع ويشتري ، و.. و.. فيأتي الشيطان ، ويقول للإنسان : انظر للأجنبية بشهوة ، اكذب على الناس ، تعامل مع الناس بالرّبا ، غشّ الناس ، استهزئ بهم ، أخسر المكيال والميزان ، الخ ..
وفي الليل أيضا هناك شياطين تغري بالمعاصي التي تناسب الليل ، فتقول للإنسان : تجسس ، واسرق ، انظر إلى داخل البيوت ، اذهب إلى سهرات الغيبة ، إزن .. الخ ..
فجاء الأمر بذكر الله في هذين الوقتين ، لإبعاد جميع أنواع الوسوسات الشيطانية عن الذاكر لربه .. ليستقبل يومه وليله بروح صافية ، وبعزيمة قوية ، وراسخة ، وقادرة على مقاومة كل الإغراءات.
وفي هذا من التعليم والإرشاد للناس ، ما لا يحتاج إلى مزيد بيان.
ثانيا : هناك أوقات يرغب الإنسان بأن يبعد فيها عن نفسه همومه وأفكاره ، ويخلد للراحة ، إمّا بالنوم ، أو بالانشغال بما يروّح به عن نفسه ، أي أنه يطلب الاستغراق في الغفلة عن واقعه ، أو الخروج منه.