الاسم .. وكذلك الأنهار التي هي من لبن أو من عسل مصفى.
وهكذا يكون الحال بالنسبة لخمر الآخرة ، فإنها ليس فيها غول (أي أثر سلبي) ، وهي أيضا لذة للشاربين ، مهما شربوا ، ولكن خمر الدنيا لا يمكن الالتذاذ بها حين ذهاب العقل.
وقبل ذهاب العقل لا تكون اللذة بخمريتها ، بل بشيء آخر ، كالحلاوة أو الحموضة أو نحو ذلك مما لا يكون هو المقصود للشارب ، إذ المقصود هو غيبوبة العقل ، وحين حصول المطلوب لا توجد لذة لأن العقل إذا فقد ؛ فقد الإحساس باللذة.
وكذلك الحال في طرف العقوبة ، فإن الروايات قد دلت على أن نار الآخرة لا تشبه نار الدنيا ، إلا في الاسم ..
وعلى كل حال ، فإن الله سبحانه قد ذكر في القرآن الكريم مفردات كثيرة ومتنوعة للنعيم ، وفي هذه السورة المباركة شطر منها .. ولا شك أن في بيانها فائدة عظيمة ، من حيث تأثيرها في عمق الإيمان ، وفي إيجاد الحوافز للسعي لنيل رضا الله سبحانه. وفي شفاء صدور قوم مؤمنين ، وغيظ أعدائهم ، وما إلى ذلك ..
تقديم كلمة «عليهم» :
وقد يتساءل البعض عن سبب تقديم كلمة «عليهم» على كلمة «ظلالها» ، حيث لم يقل : ودانية ظلالها عليهم ..
وربما يكون الجواب قد علم مما تقدم ، فإنه تعالى لا يريد أن يدخل في خيال أحد الأبرار ـ ولو للحظة واحدة يفرضها التدرج في التعبير والبيان ـ أن ثمة فصلا بين الأبرار وبين النعيم ، أو أن يتوهم أحد : أن دنو الظلال في الجنة ، إنما هو الحالة الطبيعية ، فأراد أن يعرفنا : أنه دنوّ