ثم جذب ثوبا على سفيان ، أعلاه غليظ خشن ، وداخل ذلك ثوب ليّن!
فقال : لبست هذا الأعلى للناس ، ولبست هذا لنفسك تسترها (١) ..
٤ ـ وفي الإجابة على سؤال عن السبب في إرادة إظهار الزينة نقول : لعل سبب ذلك هو أن تظهر للناس جميعا كرامة الله تعالى للأبرار ، وعنايته بهم ، ففي ذلك إعزاز أهل الإيمان ، وسرورهم ، وكبت ، وحسرة أهل الطغيان وعذابهم الأليم.
وليس الهدف من هذا اللباس هو التبجح به ، والافتخار على المؤمنين ، وإذلالهم به ، من خلال إشعارهم بالحرمان والفقدان ..
وليس المقصود أيضا هو الانتفاخ الفارغ ، من أي هدف إيماني وإنساني .. وما ذلك إلا لأن الأبرار في الجنة قد صفت نفوسهم من مثل هذه الأدران ..
أضف إلى ذلك : أن هذا الفعل الإلهي بهم إنما هو تجلّة منه لهم ، وإظهار لنعمته عليهم ..
وإذا كان هذا الإظهار التربوي الذي يستبطن تلك المعاني كلها مطلوبا في الدنيا ، وفقا لقوله تعالى : (وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ) (٢) .. فكيف بالدار الآخرة.
فالمطلوب هو التحديث بنعمة الله ، حثا للناس على طلب هذه النعمة ، من مالكها الحقيقي ، لا من العاجزين وأن يطلبوها على أساس أنها عطاء إلهي في مورد الاستحقاق على الجهد المبذول. وأنها عطاء من رب يريد
__________________
(١) قاموس الرجال ج ٥ ص ١٤٣ و ١٤٤ والكافي ج ٦ ص ٤٤٢.
(٢) سورة الضحى الآية ١١.