لم ينزل عن منبره حتى رأيت المطر يتحادر على لحيته قال : فمطرنا يومنا ذلك ومن الغد ومن بعد الغد والّذي يليه إلى الجمعة الأخرى ، فقام ذلك الأعرابى أو قال غيره ، فقال : يا رسول الله تهدم البناء ، وغرق المال فادع الله لنا ، فرفع رسول الله صلىاللهعليهوسلم يديه فقال : اللهم حوالينا ولا علينا ، قال : فما جعل رسول الله صلىاللهعليهوسلم يشير بيده إلى ناحية من السماء إلا انفرجت حتى صارت المدينة فى مثل الجوبة وسال الوادى قناة شهرا ، ولم يجيء أحد من ناحية إلا حدث بالجود ، ورواه البخارى أيضا فى الجمعة ومسلم من حديث الوليد عن الأوزاعى.
وقال البخارى : وقال أيوب ابن سليمان : حدثنى أبو بكر بن أبى أويس عن سليمان بن بلال قال : قال يحيى بن سعيد : سمعت أنس بن مالك قال : أتى (رجل) أعرابى من أهل البدو إلى رسول الله صلىاللهعليهوسلم يوم الجمعة فقال : يا رسول الله هلكت الماشية ، هلك العيال ، هلك الناس ، فرفع رسول الله صلىاللهعليهوسلم يديه يدعو ورفع الناس أيديهم مع رسول الله صلىاللهعليهوسلم يدعون قال : فما خرجنا من المسجد حتى مطرنا فما زلنا نمطر حتى كانت الجمعة الأخرى ، فأتى الرجل الى رسول الله صلىاللهعليهوسلم فقال : يا رسول الله يشق المسافر ومنع الطريق.
قال البخارى : وقال الأويسى ـ يعنى عبد الله ـ : حدثنى محمد بن جعفر ـ هو ابن كثير ـ عن يحيي ابن سعيد وشريك ، سمعا أنسا عن النبي صلىاللهعليهوسلم رفع يديه حتى رأيت بياض إبطيه (١). هكذا علق هذين الحديثين ولم يسندهما أحد من أصحاب الكتب الستة بالكلية.
وقال البخارى : حدثنا محمد بن أبى بكر قال : حدثنا معتمر عن عبيد الله عن ثابت عن أنس بن مالك قال : كان النبي صلىاللهعليهوسلم يخطب يوم جمعة فقام الناس فصلوا فقالوا : يا رسول الله قحط المطر ، واحمرت الشجر ، وهلكت البهائم فادع الله أن يسقينا ، فقال : اللهم اسقنا مرتين ، وأيم الله ما نرى فى
__________________
(١) أخرجه البخاري في كتاب الاستسقاء (١٠٢٩ ، ١٠٣٠) (٣ / ٥٥٣).