أوردها ابن ابى الدنيا من وجه آخر ، وأن ذلك كان فى زمن عمر بن الخطاب ، وقد قال بعض قومه فى ذلك :
ومنا الّذي أحيى الإله حماره |
|
وقد مات منه كل عضو ومفصل |
وأما قصة زيد بن خارجة وكلامه بعد الموت وشهادته للنبى صلىاللهعليهوسلم ولأبى بكر وعمر وعثمان بالصدق فمشهورة مروية من وجوه كثيرة صحيحة.
قيل البخارى فى التاريخ الكبير : زيد بن خارجة الخزرجى الأنصارى شهد بدرا وتوفى فى زمن عثمان ، وهو الّذي تكلم بعد الموت.
وروى الحاكم فى مستدركه والبيهقى فى دلائله وصححه كما تقدم من طريق العتبى عن سليمان ابن بلال عن يحيى بن سعيد الأنصارى عن سعيد بن المسيب أن زيد بن خارجة الأنصارى ثم من الحارث بن الخزرج ، توفى زمن عثمان بن عفان فسجى بثوبه ، ثم إنهم سمعوا جلجلة فى صدره ، ثم تكلم فقال : أحمد فى الكتاب الأول صدق صدق ، أبو بكر الضعيف فى نفسه القوى فى أمر الله ، فى الكتاب الأول صدق صدق ، عمر بن الخطاب القوى فى الكتاب الأول ، صدق صدق ، عثمان بن عفان على منهاجهم مضت أربع وبقيت ثنتان ، أتت الفتن وأكل الشديد الضعيف ، وقامت الساعة ، وسيأتيكم عن جيشكم خير ، قال يحيى بن سعيد : قال سعيد بن المسيب : ثم هلك رجل من بنى حطمة فسجى بثوبه فسمع جلجلة فى صدره ، ثم تكلم فقال : إن أخا بنى حارث ابن الخزرج صدق صدق ، ورواه ابن أبى الدنيا والبيهقى أيضا من وجه آخر بأبسط من هذا وأطول ، وصححه البيهقى. قال : وقد روى فى التكلم بعد الموت عن جماعة بأسانيد صحيحة والله أعلم.
قلت : قد ذكرت فى قصة سخلة جابر يوم الخندق وأكل الألف منها ومن قليل شعير ما تقدم.