ثم لا يروى إلا من
طرق ضعيفة منكرة وأكثرها مركبة موضوعة وأجود ما فيها ما قدمناه من طريق أحمد بن
صالح المصرى عن ابن أبى فديك عن محمد بن موسى الفطرى عن عون بن محمد عن أمه أم
جعفر عن أسماء على ما فيها من التعليل الّذي أشرنا إليه فيما سلف.
[تصحيح أحمد بن صالح للحديث والرد عليه]
وقد اغتر بذلك
أحمد بن صالح رحمهالله ومال إلى صحته ، ورجح ثبوته ، قال الطحاوى فى كتابه مشكل
الحديث : عن على بن عبد الرحمن عن أحمد بن صالح المصرى أنه كان يقول : لا ينبغى
لمن كان سبيله العلم التخلف عن حفظ حديث أسماء فى رد الشمس ؛ لأنه من علامات
النبوة. وهكذا مال إليه أبو جعفر الطحاوى أيضا فيما قيل.
ونقل أبو القاسم
الحسكانى هذا عن أبى عبد الله البصرى المتكلم المعتزلى أنه قال : عود الشمس بعد
مغيبها آكد حالا فيما يقتضي نقله ، لأنه وإن كان فضيلة لأمير المؤمنين فانه من
أعلام النبوة وهو مقارن لغيره فى فضائله فى كثير من أعلام النبوة.
وحاصل هذا الكلام
يقتضي أنه كان ينبغى أن ينقل هذا نقلا متواترا ، وهذا حق لو كان الحديث صحيحا ،
ولكنه لم ينقل كذلك فدل على أنه ليس بصحيح فى نفس الأمر والله أعلم.
[اعتراض ابن كثير على تصحيح أحمد بن صالح]
قلت : والأئمة فى
كل عصر ينكرون صحة هذا الحديث ويردونه ويبالغون فى التشنيع على رواته كما قدمنا عن
غير واحد من الحفاظ ، كمحمد ويعلى بن عبيد الطنافسيين ، وكإبراهيم بن يعقوب
الجوزجانى خطيب دمشق وكأبي بكر محمد بن حاتم البخارى المعروف بابن زنجويه ،
وكالحافظ أبى القاسم بن عساكر والشيخ أبى الفرج ابن الجوزى وغيرهم من المتقدمين