نظر ، وبيان ذلك أن الخلفاء إلى زمن الوليد ابن اليزيد هذا أكثر من اثنى عشر على كل تقدير ، وبرهانه أن الخلفاء الأربعة ، أبو بكر وعمر وعثمان وعلى ، خلافتهم محققة بنص حديث سفينة : الخلافة بعدى ثلاثون سنة ، ثم بعدهم الحسن بن على كما وقع ، لأن عليا أوصى إليه ، وبايعه أهل العراق ، وركب وركبوا معه لقتال أهل الشام حتى اصطلح هو ومعاوية ، كما دل عليه حديث أبى بكرة فى صحيح البخارى ، ثم معاوية ، ثم ابنه يزيد بن معاوية ، ثم ابنه معاوية بن يزيد ، ثم مروان بن الحكم ، ثم ابنه عبد الملك بن مروان ، ثم ابنه الوليد بن عبد الملك ، ثم سليمان بن عبد الملك ، ثم عمر ابن عبد العزيز ، ثم يزيد بن عبد الملك ، ثم هشام بن عبد الملك ، فهؤلاء خمسة عشر ، ثم الوليد بن يزيد بن عبد الملك ، فإن اعتبرنا ولاية الزبير قبل عبد الملك صاروا ستة عشر ، وعلى كل تقدير فهم اثنا عشر قبل عمر ابن عبد العزيز ، فهذا الّذي سلكه على هذا التقدير يدخل فى الاثنى عشر يزيد بن معاوية ، ويخرج منهم عمر بن عبد العزيز ، الّذي أطبق الأئمة على شكره وعلى مدحه ، وعدوه من الخلفاء الراشدين ، وأجمع الناس قاطبة على عدله ، وأن أيامه كانت من أعدل الأيام حتى الرافضة يعترفون بذلك ، فإن قال : أنا لا أعتبر إلا من اجتمعت الأمة عليه ، لزمه على هذا القول أن لا يعد على بن أبى طالب ولا ابنه ، لان الناس لم يجتمعوا عليهما وذلك أن أهل الشام بكمالهم لم يبايعوهما ، وعد حبيب معاوية وابنه يزيد وابن ابنه معاوية بن يزيد ولم يقيد بأيام مروان ولا ابن الزبير ، كأن الأمة لم تجتمع على واحد منهما ، فعلى هذا نقول فى مسلكه هذا عادا للخلفاء أبى بكر وعمر وعثمان ثم معاوية ثم يزيد بن معاوية ثم عبد الملك ثم الوليد بن سليمان ثم عمر بن عبد العزيز ثم يزيد ثم هشام فهؤلاء عشرة ،. ثم من بعدهم الوليد بن يزيد بن عبد الملك الفاسق ، ولكن هذا لا يمكن أن يسلك ؛ لأنه يلزم منه إخراج على وابنه الحسن من هؤلاء الاثنى عشر وهو خلاف ما نص عليه أئمة السنة بل والشيعة ، ثم هو خلاف ما دل عليه نصا حديث سفينة عن رسول الله صلىاللهعليهوسلم أنه قال :