عمر وكان زوج أخت المختار وصفيه : إن المختار يزعم أن الوحى يأتيه. قال : صدق ، قال الله تعالى : (وَإِنَّ الشَّياطِينَ لَيُوحُونَ إِلى أَوْلِيائِهِمْ) (١).
وقال أبو داود الطيالسى : حدثنا قرة بنت خالد عن عبد الملك بن عمير عن رفاعة بن شداد ، قال : كنت ألصق شيء بالمختار الكذاب ، قال : فدخلت عليه ذات يوم فقال: دخلت وقد قام جبريل قبل من هذا الكرسى ، قال : فأهويت إلى قائم السيف لأضربه حتى ذكرت حديثا حدثنيه عمرو بن الحمق الخزاعى ، أن رسول الله صلىاللهعليهوسلم قال : إذا أمن الرجل الرجل على دمه ثم قتله رفع له لواء الغدر يوم القيامة ، فكففت عنه ، وقد رواه أسباط بن نصر وزائدة والثورى عن إسماعيل السدى عن رفاعة ابن شداد القبانى فذكر نحوه.
وقال يعقوب بن سفيان : حدثنا أبو بكر الحميدى ، حدثنا سفيان بن عيينة عن مجالد عن الشعبى ، قال : فاخرت أهل البصرة فغلبتهم بأهل الكوفة ، والأحنف ساكت لا يتكلم ، فلما رآنى غلبتهم أرسل غلاما له فجاء بكتاب فقال : هاك اقرأ ، فقرأته فإذا فيه : من المختار لله يذكر أنه نبى ، يقول الأحنف : أنى فينا مثل هذا ، وأما الحجاج بن يوسف فقد تقدم الحديث أنه الغلام المبير الثقفى ، وسنذكر ترجمته إذا انتهينا إلى أيامه ، فإنه كان نائبا على العراق لعبد الملك بن مروان ، ثم لابنه الوليد بن عبد الملك ، وكان من جبابرة الملوك ، على ما كان فيه من الكرم والفصاحة على ما سنذكره.
وقد قال البيهقى : حدثنا الحاكم عن أبى نصر الفقيه ، حدثنا عثمان بن سعيد الدارمى ، أن معاوية بن صالح حدثه عن شريح بن عبيد عن أبى عذبة قال : جاء رجل إلى عمر بن الخطاب فأخبره أن أهل العراق قد حصبوا أميرهم ، فخرج غضبان فصلى لنا الصلاة فسها فيها حتى جعل الناس يقولون : سبحان الله ، سبحان الله ، فلما سلم أقبل على الناس فقال : من هاهنا من أهل الشام؟ فقام رجل ثم قام آخر ، ثم قمت أنا ثالثا أو رابعا ، فقال: يا أهل
__________________
(١) سورة الأنعام ، الآية : ١٢١.