الشام استعدوا لأهل العراق ، فإن الشيطان قد باض فيهم وفرخ ، اللهم إنهم قد لبسوا على فألبس عليهم بالغلام الثقفى يحكم فيهم بحكم أهل الجاهلية ، لا يقبل من محسنهم ، ولا يتجاوز عن مسيئهم ، قال عبد الله : وحدثنى ابن لهيعة بمثله ، قال : وولد الحجاج يومئذ ، ورواه الدارمى أيضا عن أبى اليمان عن جرير بن عثمان عن عبد الرحمن بن ميسرة عن أبى عذبة الحمصى عن عمر فذكر مثله ، قال أبو اليمان : علم عمر أن الحجاج خارج لا محالة ، فلما أغضبوه استعجل لهم العقوبة ، قلت : فإن كان هذا نقله عمر عن رسول الله صلىاللهعليهوسلم لقد تقدم له شاهد عن غيره ، وإن كان عن تحديث ، فكرامة الولى معجزة لنبيه.
وقال عبد الرزاق : أنا جعفر ـ يعنى ابن سليمان ـ عن مالك بن دينار عن الحسن قال : قال على لأهل الكوفة : اللهم كما ائتمنتهم فخانونى ، ونصحت لهم فغشونى ، فسلط عليهم فتى ثقيف الذيال الميال ، يأكل خضرتها ، ويلبس فروتها ويحكم فيها بحكم الجاهلية ، قال : فتوفى الحسن وما خلق الله الحجاج يومئذ ، وهذا منقطع.
وقد رواه البيهقى أيضا من حديث معتمر ابن سليمان عن أبيه عن أيوب عن مالك بن أوس بن الحدثان عن على بن أبى طالب أنه قال : الشاب الذيال أمير المصرين ، يلبس فروتها ، ويأكل خضرتها ، ويقتل أشراف أهلها ، يشتد منه العرق ، ويكثر منه الأرق ، ويسلطه الله على شيعته ، وله من حديث يزيد بن هارون : أنا العوام بن حوشب ، حدثنى حبيب بن أبى ثابت قال : قال على : لامت حتى تدرك فتى ثقيف ، فقيل : يا أمير المؤمنين وما فتى ثقيف؟ فقال : ليقالن له يوم القيامة : اكفنا زاوية من زوايا جهنم رجل يملك عشرين سنة أو بضعا وعشرين سنة ، لا يدع الله معصية إلا ارتكبها ، حتى لو لم يبق إلا معصية واحدة وكان بينه وبينها باب مغلق لكسره حتى يرتكبها ، يفتن بمن أطاعه من عصاه ، وهذا معضل ، وفى صحته عن على نظر والله