كيف تفعل فى فتنة تخرج فى أطراف الأرض كأنها صياصى نفر (١)؟ قلت : لا أدرى ما خار الله لى ورسوله ، قال : فكيف تفعل فى أخرى تخرج بعدها كأن الأولى منها انتفاجة أرنب؟ قلت : لا أدرى ما خار الله لى ورسوله ، قال : ابتغوا هذا ، قال : ورجل مقفى حينئذ ، قال: فانطلقت فسعيت وأخذت بمنكبه فأقبلت بوجهه إلى رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، فقلت : هذا؟ قال: نعم ، قال : فإذا هو عثمان بن عفان رضى الله عنه (٢).
وثبت فى صحيح مسلم من حديث يحيى ابن آدم عن زهير بن معاوية عن سهل عن أبيه عن أبى هريرة قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : منعت العراق درهما وقفيزها ، ومنعت الشام مدها ودينارها ، ومنعت مصر إردبها ودينارها ، وعدتم من حيث بدأتم ، وعدتم من حيث بدأتم ، وعدتم من حيث بدأتم ، شهد على ذلك لحم أبى هريرة ودمه ، وقال يحيى بن آدم وغيره من أهل العلم : هذا من دلائل النبوة حيث أخبر عما ضربه عمر على أرض العراق من الدراهم والقفزان ، وعما ضرب من الخراج بالشام ومصر قبل وجود ذلك ، صلوات الله وسلامه عليه ، وقد اختلف الناس فى معنى قوله عليهالسلام : منعت العراق الخ ، فقيل : معناه أنهم يسلمون فيسقط عنهم الخراج ، ورجحه البيهقى ، وقيل : معناه أنهم يرجعون عن الطاعة ولا يؤدون الخراج المضروب عليهم ، ولهذا قال : وعدتم من حيث بدأتم ، أى رجعتم إلى ما كنتم عليه قبل ذلك.
كما ثبت فى صحيح مسلم : إن الإسلام بدأ غريبا وسيعود غريبا فطوبى للغرباء ، ويؤيد هذا القول ما رواه الإمام أحمد : حدثنا إسماعيل عن الحريرى عن أبى نصرة قال : كنا عند جابر ابن عبد الله فقال : يوشك أهل العراق أن لا يجيء إليهم قفيز ولا درهم ، قلنا : من أين ذلك؟ قال : من قبل
__________________
(١) في مسند أحمد : بقر.
(٢) أحمد في مسنده (٤ / ١٠٩).