الغلام لم يتكلم بعد ذلك حتى شب ، قال أبى : فكنا نسميه مبارك اليمامة ، قال شاصونة : وقد كانت أمر على معمر فلا أسمع منه. قلت : هذا الحديث مما تكلم الناس فى محمد بن يونس الكديمى بسببه وأنكروه عليه واستغربوا شيخه هذا ، وليس هذا مما ينكر عقلا ولا شرعا ، فقد ثبت فى الصحيح فى قصة جريج العابد أنه استنطق ابن تلك البغى ، فقال له : يا أبا يونس ، ابن من أنت؟ قال : ابن الراعى ، فعلم بنو إسرائيل براءة عرض جريج مما كان نسب إليه.
وقد تقدم ذلك على أنه قد روى هذا الحديث من غير طريق الكديمى إلا أنه بإسناد غريب أيضا.
قال البيهقى ، أنا أبو سعد عبد الملك بن أبى عثمان الزهد ، أنا أبو الحسين محمد بن أحمد ابن جميع الغسانى ـ بثغر صيدا ـ ، حدثنا العباس بن محبوب بن عثمان بن عبيد أبو الفضل ، حدثنا أبى ، حدثنا جدى شاصونة بن عبيد ، حدثنى معرض بن عبد الله ابن معيقيب عن أبيه عن جده قال : حججت حجة الوداع فدخلت دارا بمكة فرأيت فيها رسول الله صلىاللهعليهوسلم وجهه كدارة القمر ؛ فسمعت منه عجبا أتاه رجل من أهل اليمامة بغلام يوم ولد وقد لفه فى خرقة ، فقال له رسول الله صلىاللهعليهوسلم : يا غلام من أنا؟ قال : أنت رسول الله ، فقال له : بارك الله فيك ، ثم إن الغلام لم يتكلم بعدها.
قال البيهقى : وقد ذكره شيخنا أبو عبد الله الحافظ عن أبى الحسن على بن العباس الوراق عن أبى الفضل أحمد بن خلف بن محمد المقرى القزوينى عن أبى الفضل العباس بن محمد بن شاصونة به.
قال الحاكم : وقد أخبرنى الثقة من أصحابنا عن أبى عمر الزهد قال : لما دخلت اليمن دخلت حردة ، فسألت عن هذا الحديث فوجدت فيها لشاصونة عقبا ، وحملت إلى قبره فزرته ، قال البيهقى : ولهذا الحديث أصل