وقرأ (١) أمير المؤمنين «بوارقكم» اسم فاعل ، أي : صاحب ورق ، ك «لابن» وقيل : هو اسم جمع كجامل وباقر.
والورق : الفضّة المضروبة ، وقيل : الفضّة مطلقا مضروبة كانت ، أو غير مضروبة ؛ ويدلّ عليه ما روي أنّ عرفجة اتّخذ أنفا من ورق (٢).
فصل في لغات «الورق»
قال الفراء والزجاج : فيه ثلاث لغات : ورق ، وورق ، وورق ، ك «كبد وكبد وكبد» وكسر الواو أردؤها يقال لها : «الرّقة» بحذف الواو ، وفي الحديث : «في الرّقة ربع العشر» (٣) وجمعت شذوذا جمع المذكر السالم.
فصل
قال المفسرون (٤) : كان معهم دراهم عليها صورة الملك الذي كان في زمانهم ، ثم قال تعالى: (إِلَى الْمَدِينَةِ) وهي الّتي يقال لها اليوم (طرسوس) ، وكان اسمها في الجاهلية «أفسوس» ، وهذه الآية تدل على أنّ السّعي في إمساك الزّاد أمر مشروع.
قوله : (فَلْيَنْظُرْ أَيُّها أَزْكى طَعاماً) [يجوز في «أي» أن تكون استفهامية ، وأن تكون موصولة. قال الزجاج : إنها رفع بالابتداء و«أزكى» خبرها ، وتقدم الكلام على نظيره في قوله : (أَيُّهُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً) ، ولا بد هاهنا من حذف «أيّ» أي : أيّ أهلها أزكى و«طعاما»](٥) تمييز ، أي : لا يكون من غصب ، أي : سبب حرام.
وقيل : لا حذف ، والضمير عائد على الأطعمة المدلول عليها من السّياق.
قيل : أمروه أن يطلب ذبيحة مؤمن ، ولا يكون من ذبيحة من يذبح لغير الله ، وكان فيهم مؤمنون ينكرون إيمانهم.
فصل في معنى «أزكى»
قال الضحاك : أزكى طعاما ، أي : أطيب (٦).
وقال مقاتل : أجود (٧).
وقال عكرمة : أكثر (٨).
__________________
(١) ينظر : البحر ٦ / ١٠٧ ، والدر المصون ٤ / ٤٤٤.
(٢) تقدم.
(٣) أخرجه أحمد (٨ / ١١ ـ ١٢).
(٤) ينظر : الفخر الرازي ٢١ / ٨٨.
(٥) سقط من أ.
(٦) ذكره الماوردي في «تفسيره» (٣ / ٢٩٤).
(٧) ينظر : المصدر السابق.
(٨) أخرجه الطبري في «تفسيره» (٨ / ٢٠٣) وينظر : المصدر السابق.