سورة الإسراء
روي عن ابن عباس أنها مكيّة غير قوله تعالى : (وَإِنْ كادُوا لَيَسْتَفِزُّونَكَ مِنَ الْأَرْضِ) [آية : ٧٦] إلى قوله : (وَاجْعَلْ لِي مِنْ لَدُنْكَ سُلْطاناً نَصِيراً) [آية : ٨٠] فإنها مدنيات حين جاء وفد ثقيف (١).
وهي مائة وإحدى عشرة آية ، وألف وخمسمائة وثلاث وثلاثون كلمة ، وعدد حروفها ستّة آلاف وأربعمائة وستّون حرفا.
بسم الله الرحمن الرحيم
قوله تعالى : (سُبْحانَ الَّذِي أَسْرى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بارَكْنا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آياتِنا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ)(١)
قوله تعالى : (سُبْحانَ الَّذِي أَسْرى بِعَبْدِهِ لَيْلاً)(٢) الآية.
قال النحويّون : «سبحان» اسم علم للتّسبيح يقال : سبحت تسبيحا فالتسبيح هو المصدر ، وسبحان اسم علم للتسبيح ؛ كقوله : «كفّرت اليمين تكفيرا وكفرانا» ، وتقدّم الكلام عليه في أول البقرة ، ومعناه تنزيه الله عن كلّ سوء.
والنصب على المصدر ، كأنه وضع موضع «سبّحت الله تسبيحا» وهو مفرد ، إذا أفرد ، وفي آخره زائدتان : الألف والنون ، فامتنع من الصرف ؛ للتقدير والزيادتين.
وعن سيبويه أنّ من العرب من ينكّره ؛ فيقول : «سبحانا» بالتنزيه.
وقال أبو عبيد : لا ينتصب على النّداء ، فكأنه قال : «يا سبحان الله ، يا سبحان الّذي أسرى بعبده».
قال القرطبي (٣) : سبحان ، اسم موضوع موضع المصدر ، وهو غير متمكن ؛ لأنّه لا يجري بوجوه الإعراب ، ولا يدخل فيه الألف واللام ، ولم يجرمنه فعل ، ولم ينصرف ؛ لأنّ في آخره زائدتين ، ومعناه التنزيه ، والبراءة لله ، فهو ذكر ؛ فلا يصلح لغيره ، فأمّا قول من قال : [السريع]
__________________
(١) ذكره الرازي في «تفسيره» (٢٠ / ١١٦) عن ابن عباس وذكره السيوطي في «الدر المنثور» (٤ / ٢٥٧) عن ابن عباس مختصرا وعزاه إلى النحاس وابن مردويه.
(٢) سقط من أ.
(٣) ينظر : الجامع لأحكام القرآن ١٠ / ١٣٤.