(١) لقد كان في حول ثواء ثويته |
|
تقضّى لبانات ويسأم سائم |
فرفعه وقال لا أعرف فيه غيره لأنّ أوّل الكلام خبر وهو واجب كأنه قال ففي حول تقضّى لبانات ويسأم سائم ، هذا معناه.
واعلم أن الفاء لا تضمر فيها أن في الواجب ولا يكون في هذا الباب إلا الرفع وسنبين لم ذلك ، وذلك قوله إنّه عندنا فيحدّثنا وسوف آتيه فأحدّثه ليس إلا ، إن شئت رفعته على أن تشرك بينه وبين الأوّل ، وان شئت كان منقطعا لأنك قد أوجبت أن تفعل فلا يكون فيه إلا الرفع ، وقال عزوجل (فَلا تَكْفُرْ فَيَتَعَلَّمُونَ) فارتفعت لأنه لم يخبر عن الملكين أنهما قالا لا تكفر فيتعلّمون ليجعلا كفره سببا لتعليم غيره ولكنه على كفروا فيتعلّمون ومثله كن فيكون كأنه قال انما أمرنا ذاك فيكون ، وقد يجوز النصب في الواجب في اضطرار الشعر ونصبه في الاضطرار من حيث انتصب في غير الواجب وذلك لأنك تجعل أن العاملة فمما نصب في الشعر اضطرارا قول الشاعر : [وافر]
(٢) سأترك منزلي لبنى تميم |
|
وألحق بالحجاز فأستريحا |
وقال الأعشى وأنشدناه يونس : [طويل]
(٣) ثمّت لا تجزونني عند ذاكم |
|
ولكن سيجزيني الاله فيعقبا |
__________________
(٦٢١) الشاهد فيه رفع يسأم لأنه خبر واجب معطوف على تقضى واسم كان مضمر فيها والتقدير لقد كان الأمر تقضي لبانات في الحول الذي ثويت فيه ، ويسأم من أقام به لطوله* يخاطب بهذا نفسه والثواء الاقامة وهو بدل من الحول ويجوز نصبه على تقدير ثويته ثواء ، ويرى تقضى لبانات ويسأم سائم بالنصب على اضمار أن والعطف على تقضى.
(٦٢٢) الشاهد فيه نصب فأستريحا وهو خبر واجب باضمار أن ضرورة ويروى لأستريحا فلا ضرورة فيه على هذا.
(٦٢٣) الشاهد في نصب يعقب بالفاء وهو خبر واجب ضرورة ويجوز أن يريد النون الخفيفة وهو أسهل في الضرورة ، ومعنى يعقب يجمل العاقبة.