(١) وردت اعتسافا والثّريا كأنها |
|
على قمه الرأس ابن ماء محلق |
وكذلك ابن أفعل اذا كان أفعل ليس باسم لشيء ، وقال ناس كلّ ابن أفعل معرفة لأنه لا ينصرف وهذا خطأ ، لأن أفعل لا ينصرف وهو نكرة ، ألا ترى أنك تقول هذا أحمر قمد فترفعه اذا جعلته صفة للأحمر ولو كان نصبا فالمضاف اليه بمنزلته ، قال ذو الرمة ايضا :
(٢) كأنا على أولاد أحقب لاحها |
|
ورمي السّفا أنفاسها بسهام |
جنوب ذوت عنها التّناهي وأنزلت |
|
بها يوم ذبّاب السّبيب صيام |
كأنه قال على أولاد أحقب صيام
__________________
(٣٩٣) الشاهد فيه جرى محلق على ابن ماء نعتاله لأنه نكرة مثله اذ لم يقصد به قصد ابن آوى ونحوه مما جعل علما في جنسه* وصف أنه ورد ماء في فلاة على غير قصد والاعتساف أن يركب رأسه على غير هداية ، في وقت من الليل قد كبدت فيه الثريا السماء وصارت على قمة الرأس فشبهها في ارتفاعها وتقارب نجومها في رأى العين لتكبيدها السماء بابن ماء قد حلق في الهواء أي استوى طائرا فيه والحالق الهواء.
(٣٩٤) الشاهد في جرى صيام على أولاد أحقب لأنه نكرة مثله والقول فيه كالقول فيما تقدم قبله وقد بين سيبويه علة أحقب في امتناعه من الصرف وان كان اسما نكرة فأغنى عن ذكره* وصف رواحل ضامرة سريعة فشبهها بأولاد أحقب وهي الحمر الوحشية وأحقب من صفة الحمار لبياض في موضع الحقيبة منه وهو مؤخرة ومعنى لاحها ضمرها ، والسفاشوك البهمى وهو كالسنبل ، والحمر تكلف بالبهمي وهو ضرب من الحرشف ، واذا أسفى امتنعت منه وطلبت لين المرعى فأضمرها ذلك لهيج النبات وعدم الرطب ، وأراد بأنفاسها أنوفها لأنها مخارج الأنفاس وجعل شوك البهمي كالسهام ، وقوله رمى السفا معطوف مقدم على الجنوب والتقدير لاحها جنوب أذوت الغدران ورمى السفا أنفاسها ، ومعنى ذوت جفت ، والتناهي الغدران واحدتها تنهية لأن السيل ينتهي اليها ، ومعنى أنزلت بها يوم ذباب أي أنزلت الجنوب بالحمر يوم حر شديد لهبوبها في استقبال القيظ والسبيب شعر أذنا بها أي يهيج بها الذباب لشدة الحر فتذب بأذنابها والصيام الممسكة عن الرعي ، وانما وصف ضمرها وانطواء بطونها لتشبيهه الرواحل بها.