بالوجود الذهني ما لم يكنْ له مطابق في الخارج؟
وثانياً : كيف يكون المردد متعيّناً كغيره من المفاهيم المتعيّنة؟ إن أراد المتعيّن خارجاً ، فإن كلّ ما في الخارج معيّن غير مردد ، وإنْ أراد التعيّن ذهناً ، فالمفروض أنه مردد غير معيّن.
وأمّا ما ذكر في المقدّمة الثانية من صحّة تعلّق العلم ونحوه بالمردد ، فقد تقدّم أنه رأي صاحب الكفاية ، وما أجاب به من أنّ الارتباط بين المفهوم والمتعلّق الخارجي ليس ارتباطاً واقعيّاً غريب ، فإنّ الارتباط بين الشّيئين إمّا واقعي وامّا اعتباري ، وهل الارتباط بين الصورة الذهنية ومطابقها الخارجي اعتباري لا واقعي؟
والاستشهاد لذلك بأنّه «قد لا يكون العلم مطابقاً للواقع» أعجب ، فإنه يتضمّن الاعتراف بلزوم وجود المطابَق ولزوم المطابقة بينهما ، وأمّا عدم المطابقة أحياناً فمن الخطأ في التطبيق ، وأين هذا عن المدّعى حتى يستشهد به؟ وكذلك الاستشهاد بتعبيرهم عن الخارج بالمعلوم بالعرض ، فإنّ هذا التعبير يفيد خلاف المدّعى كما لا يخفى.
وتأييد ذلك بالإخبار عن أحد الأمرين ، واضح الضعف ، للفرق بين الإخبار ، والعلم والبعث والتكليف ، على أن المخبر عنه هو «الأحد» الجامع بين الفردين لا الفرد المردد ، وهذا هو المرتكز العقلائي.
إنه في الواجب التخييري يوجد وجوبان ، لكن كلاًّ منهما مشروط بترك الآخر ، فالإطعام واجب مشروط بترك الصوم ، وهكذا بالعكس. والحاصل : إن هنا غرضين قائمين بالعدلين ، لكنّهما متزاحمان ولا يمكن استيفاؤهما معاً ،