فظهر
: إنّ صاحب الكفاية
مخالفٌ للمشهور ، وأنّ جوابه عن استدلالهم يرجع إلى أنّه يستلزم اجتماع المتقابلين
في الشيء الواحد ، وهو محال ، فالدور وإن اندفع بما ذكر ، لكن ملاك الاستحالة
موجود.
أدلّة المحقّق النائيني على عدم المقدميّة
وأورد الميرزا على
المشهور بوجهٍ آخر هو في الحقيقة أوّل أدلّته على عدم المقدميّة فقال كما في (أجود
التقريرات) ما حاصله : إنّ استدلالهم يستلزم انقلاب المحال إلى الممكن
، وهو محال ، فالمقدميّة محال ... وتوضيح كلامه :
إنّه لا ريب في
اختلاف المرتبة بين العلّة والمعلول ، وكذا بين أجزاء العلّة ، وأنّ استناد عدم
المعلول إلى كلّ جزءٍ منها مقدّم رتبةً على استناده إلى الجزء المتأخّر عنه ...
كما ذكرنا من قبل. فهذه مقدّمة.
ومقدّمة أُخرى هي
: إنّ المحال وجوداً محالٌ اقتضاءً أيضاً ، فلا فرق في الاستحالة بين الفعليّة
والاقتضاء ، لأنّه إنْ كان المقتضي للضدّين موجوداً حصل لهما إمكان الوجود ،
والمفروض أنّه محال.
وعلى هذا ، فإنّ
عدم الضدّ ـ كالسّواد ـ لو كان مقدّمةً لوجود الضدّ الآخر كالبياض ، فإنّ هذه
المقدميّة ليست إلاّ لمانعيّة وجود السّواد ، فكان عدمه شرطاً لوجود البياض ، وهو
شرط عدمي ، لكنّ هذه المانعيّة موقوفة على أن يكون هناك ما يقتضي وجود البياض ،
فيلزم اقتضاء وجود الضدّين في آنٍ واحد ، وهو محال بحكم المقدمة الثانية ، وإلاّ
يلزم انقلاب المحال إلى الممكن ....
فظهر أنّ القول
بالمقدميّة مستلزم للمحال ، وكلّ ما يستلزم المحال محالٌ.
__________________