قصة أبى موسى الخولانى
أنه خرج هو وجماعة من أصحابه إلى الحج وأمرهم أن لا يحملوا زادا ولا مزادا فكانوا إذا نزلوا منزلا صلى ركعتين فيؤتون بطعام وشراب وعلف يكفيهم ويكفى دوابهم غداء وعشاء مدة ذهابهم وإيابهم ، وأما قوله تعالى : (إِذِ اسْتَسْقى مُوسى لِقَوْمِهِ فَقُلْنَا اضْرِبْ بِعَصاكَ الْحَجَرَ فَانْفَجَرَتْ مِنْهُ اثْنَتا عَشْرَةَ عَيْناً قَدْ عَلِمَ كُلُّ أُناسٍ مَشْرَبَهُمْ) (١) الآية فقد ذكرنا بسط ذلك فى قصة موسى عليهالسلام وفى التفسير.
وقد ذكرنا الأحاديث الواردة فى وضع النبي صلىاللهعليهوسلم يده فى ذلك الإناء الصغير الّذي لم يسع بسطها فيه ، فجعل الماء ينبع من بين أصابعه أمثال العيون ، وكذلك كثر الماء فى غير ما موطن ، كمزادتى تلك المرأة ، ويوم الحديبية ، وغير ذلك ، وقد استسقى الله لأصحابه فى المدينة وغيرها فأجيب طبق السؤال وفق الحاجة لا أزيد ولا أنقص وهذا أبلغ فى المعجز ، ونبع الماء من بين أصابعه من نفس يده ، على قول طائفة من العلماء ، أعظم من نبع الماء من الحجر فإنه محل لذلك.
قال أبو نعيم الحافظ : فإن قيل : إن موسى كان يضرب بعصاه الحجر فينفجر منه اثنتا عشرة عينا في التيه ، وقد علم كل أناس مشربهم.
قيل : كان لمحمد صلىاللهعليهوسلم مثله أو أعجب ، فإن نبع الماء من الحجر مشهور فى العلوم والمعارف ، وأعجب من ذلك نبع الماء من بين اللحم والدم والعظم ، فكان يفرج بين أصابعه فى محصب فينبع من بين أصابعه الماء فيشربون ويسقون ماء جاريا عذبا ، يروى العدد الكثير من الناس والخيل
__________________
(١) سورة البقرة ، الآية : ٦٠.