حديث آخر
[قصة الرجلين اللذين أضاءت لهما العصا الطريق]
قال البخارى : حدثنا محمد بن المثنى ، حدثنا معاذ ، حدثنى أبى عن قتادة قال : حدثنا أنس ابن مالك أن رجلين من أصحاب النبي صلىاللهعليهوسلم خرجا من عند النبي صلىاللهعليهوسلم ومعهما مثل المصباحين بين أيديهما ، فلما افترقا صار مع كل واحد منهما واحد حتى أتى أهله (١) ، وقال عبد الرزاق : أنا معمر ، عن ثابت ، عن أنس أن أسيد بن حضير الأنصارى ورجلا آخر من الأنصار تحدثا عند النبي صلىاللهعليهوسلم فى حاجة لهما حتى ذهب من الليل ساعة ، وهى ليلة شديدة الظلمة حتى خرجا من عند رسول الله صلىاللهعليهوسلم ينقلبان ، وبيد كل واحد منهما عصية فأضاءت عصى أحدهما لهما حتى مشيا فى ضوئها ، حتى إذا افترقت بهما الطريق أضاءت للآخر عصاه حتى مشى فى ضوئها حتى أتى كل واحد منهما فى ضوء عصاه حتى بلغ أهله.
وقد علقه البخارى. فقال : وقال معمر فذكره ، وعلقه البخارى أيضا عن حماد بن سلمة عن ثابت عن أنس : أن عباد ابن بشر وأسيد ابن حضير خرجا من عند النبي صلىاللهعليهوسلم ، فذكر مثله (٢) ، وقد رواه النسائى عن أبى بكر بن نافع عن بشر بن أسيد ، وأسنده البيهقى من طريق يزيد بن هارون كلاهما عن حماد ابن سلمة به.
__________________
(١) أخرجه البخاري في كتاب المناقب (٣٦٣٩) (١٠ / ٥٠٦).
(٢) أخرجه البخاري في كتاب مناقب الأنصار (٣٨٠٥) (١١ / ١١٢).