الوادى فقال : ادع تلك الشجرة ، فدعاها قال : فجاءت تمشى حتى قامت بين يديه ، فقال : مرها فلترجع فأمرها فرجعت إلى مكانها ، فقال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : حسبى (١) ، وهذا إسناد على شرط مسلم ولم يروه إلا ابن ماجه عن محمد بن طريف عن أبى معاوية.
حديث آخر
روى البيهقى من حديث حماد بن سلمة عن على بن زيد عن أبى رافع عن عمر بن الخطاب أن رسول الله كان على الحجون كئيبا لما أذاه المشركون ، فقال : اللهم أرنى اليوم أية لا أبالى من كذبنى بعدها ، قال : فأمر فنادى شجرة من قبل عقبة المدينة ، فأقبلت تخذ الأرض حتى انتهت إليه ، قال : ثم أمرها فرجعت إلى موضعه ، قال : فقال : ما أبالى من كذبنى بعدها من قومى ، ثم قال البيهقى : أنا الحاكم وأبو سعيد بن عمرو ، قالا : حدثنا الأصم ، حدثنا أحمد بن عبد الجبار عن يونس ابن بكير عن مبارك بن فضالة عن الحسن قال : خرج رسول الله صلىاللهعليهوسلم إلى بعض شعاب مكة وقد دخله من الغم ما شاء الله من تكذيب قومه إياه ، فقال : يا رب أرنى ما أطمئن إليه ويذهب عنى هذا الغم ، فأوحى الله إليه : ادع إليك أى أغصان هذه الشجرة شئت ، قال : فدعا غصنا فانتزع من مكانه ثم خد فى الأرض حتى جاء رسول الله صلىاللهعليهوسلم فقال له رسول الله : ارجع إلى مكانك. فرجع فحمد الله رسول الله وطابت نفسه ، وكان قد قال المشركون : أفضلت أباك وأجدادك يا محمد ، فأنزل الله : (قُلْ أَفَغَيْرَ اللهِ تَأْمُرُونِّي أَعْبُدُ أَيُّهَا الْجاهِلُونَ (٦٤)) (٢) الآيات ، قال البيهقى: وهذا المرسل يشهد له ما قبله.
__________________
(١) أحمد في مسنده (٣ / ١١٣).
(٢) سورة الزمر ، الآية : ٦٤.