وروى البخاريّ أنّ النبي صلىاللهعليهوسلم اتّخذ خاتما من فضّة ونقش فيه محمّد رسول الله» (١).
فصل
من حلف لا يلبس حليا ، فلبس لؤلؤا لم يحنث ، وهو قول أبي حنيفة ـ رضي الله عنه ـ.
وقال بعض المالكية : «هذا ، وإن كان الاسم اللغويّ يتناوله فلم يقصده باليمين ، والأيمان مبنية على العرف ، ألا ترى أنه لو حلف لا ينام على فراش فنام على الأرض لم يحنث وكذلك لو حلف لا يستضيء بسراج ، وجلس في ضوء الشمس لا يحنث ، وإن كان الله سمى الأرض فراشا والشمس سراجا».
قوله : (وَتَرَى الْفُلْكَ مَواخِرَ فِيهِ) ، «ترى» جملة معترضة بين التعليلين : وهما «لتأكلوا» ، «ولتبتغوا» ، وإنما كانت اعتراضا ، لأنه خطاب لواحد بين خطابين لجمع.
و«فيه» يجوز أن يتعلّق ب «ترى» وأن يتعلق ب «مواخر» لأنها بمعنى شواقّ ، وأن يتعلق بمحذوف ؛ لأنه حال من «مواخر» أو من الضمير المستكنّ فيه.
و«مواخر» جمع ماخرة ، والمخر : الشقّ ، يقال : مخرت السّفينة البحر ، أي : شقّته ، تمخره مخرا ومخورا ، ويقال للسّفن : بنات مخر وبخر ، بالميم والباء بدل منها.
وقال الفراء (٢) : هو صوت جري الفلك ، وقيل : صوت شدّة هبوب الرّيح ، وقيل بنات مخر لسحاب [ينشأ](٣) صيفا ، وامتخرت الرّيح واستخرتها : إذا استقبلتها بأنفك.
__________________
الآثار» (٤ / ٢٥٠) وابن أبي شيبة (٨ / ٣٥١) وأبو يعلى (١ / ٢٣٥) رقم (٢٧٢) وابن حبان (١٤٦٥ ـ موارد) من حديث علي بن أبي طالب.
وله شاهد من حديث أبي موسى الأشعري :
أخرجه ابن أبي شيبة (٨ / ٣٤٦) والترمذي (١٧٢٠) والطحاوي في «شرح معاني الآثار» (٤ / ٢٥١) والبيهقي (٢ / ٤٢٥) وابن حبان في «صحيحه» (٧ / ٣٩٦) من طريق سعيد بن أبي هند عنه.
وقال الترمذي : «وفي الباب عن عمر وعلي ـ وهو الحديث السابق ـ وعقبة بن عامر وأنس وحذيفة وأم هانىء وعبد الله بن عمرو وعمران بن حصين وعبد الله بن الزبير وجابر وأبي ريحان وابن عمر وواثلة بن الأسقع».
وقال : هذا حديث حسن صحيح.
وقال ابن حبان : خبر سعيد بن أبي هند عن أبي موسى في هذا الباب معلول لا يصح ، قلت : لعله يشير إلى الانقطاع بينهما.
قال ابن أبي حاتم في «المراسيل» ص (٧٥) : سمعت أبي يقول : لم يلق سعيد بن أبي هند أبا موسى الأشعري ونقله العلائي في «جامع التحصيل» ص (١٨٥).
(١) أخرجه البخاري رقم (٥٨٧٣) ومسلم في كتاب اللباس والزينة : باب لبس النبي صلىاللهعليهوسلم خاتما من ورق نقشه محمد رسول الله (٥٤ / ٢٠٩١) وأحمد (٢ / ٢٢) وأبو داود (٤٢١٨) والنسائي (٥٢٩٣) والترمذي في «الشمائل» رقم (٩٠) والبيهقي (٤ / ١٤٢) من حديث ابن عمر.
(٢) ينظر : معاني القرآن للفراء ٢ / ٩٨.
(٣) في ب : تنساب.