قلت : نعم ، إلّا أن الظاهر أن الدين هنا يراد به الدين
الذي يدعو له القيمة لا الدين الذي يلتزمونه بينهم وبين الله. فإن ذاك مستوى أعلى
من هذا.
سؤال
: عن معنى قوله
تعالى : حنفاء؟
قال الراغب في
المفردات : الحنف (بفتحتين) هو ميل (والأفضل أن يقول هو الميل) عن الضلال إلى
الاستقامة (أي الهداية والعدل). والجنف ميل عن الاستقامة إلى الضلال ، والحنيف (صفة
مشبهة) هو المائل إلى ذلك. قال عزوجل : (قانِتاً لِلَّهِ
حَنِيفاً ...) وقال : (حَنِيفاً مُسْلِماً). وجمعه حنفاء (أي مجموعة من الناس كل واحد منهم متصف
بالحنف). قال عزوجل : (وَاجْتَنِبُوا قَوْلَ
الزُّورِ حُنَفاءَ لِلَّهِ). وتحنف فلان أي تحرّى طريق الاستقامة (أي اهتدى). وسمّت
العرب كل من حج واختتن حنيفا. تنبيها أنه على دين إبراهيم على نبينا وعليه الصلاة
والسلام.
والأحنف (بمعنى
كلي) من في رجله ميل. قيل سمي بذلك على التفاؤل. (يعني من تسمية الضد باسم ضده ،
كما سميت الجميلة : قبيحة والقصيدة العصماء : البتراء. وكما قال الشاعر :
مضل الناس قد
سميت هادي
|
|
كما قد سمي
الأعمى بصيرا
|
.....) وقيل بل استعير للميل المجرد.
أقول
: هنا عدة
مستويات :
الأول : إن النبي صلىاللهعليهوآله ومن كان قبله من الأنبياء والصالحين ، على دين إبراهيم عليهالسلام.
الثاني
: إن النبي صلىاللهعليهوآله والأئمة من ولده هم من أصلاب طاهرة وأرحام مطهرة كما
ورد . فكيف كان ذلك ، وآباؤهم مشركون؟.
__________________