رابعا : الرجوع إلى عالم الروح بعد عالم المادة ، فقد يعبر عرفا ومجازا : أنه من سنخ الله. فيكون الرجوع إليه رجوعا إلى الله.
سؤال : لما ذا استعمل همزة الاستفهام ولم يستعمل هل. في قوله تعالى : (أَرَأَيْتَ الَّذِي يَنْهى عَبْداً إِذا صَلَّى؟).
جوابه : همزة الاستفهام لا شك أنها أولى وأبلغ. لأن هل تعطي الاستفهام الحقيقي والهمزة تعطي الاستفهام المجازي. وهو المراد من الآية. والمتكلم هنا ليس بحاجة إلى جواب.
والشواهد على الاستفهام المجازي عديدة وفي القرآن الكريم كثير منها.
قال الشاعر :
اطرب وأنت قنسري |
|
والدهر بالإنسان دواريّ |
وقال آخر :
طربت وما شوقا إلى البيض أطرب |
|
ولا لعبا مني أذو الشيب يلعب |
وقال تعالى : (أَأَسْلَمْتُمْ ـ أَتَعْبُدُونَ ـ أَصَلاتُكَ ـ أَلَمْ تَرَ إِلى رَبِّكَ كَيْفَ مَدَّ الظِّلَّ ـ أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِأَصْحابِ الْفِيلِ). وغيرها.
سؤال : عن الرؤية في قوله : أرأيت. هل هي بصرية فتأخذ مفعولا واحدا أم هي قلبية فتأخذ مفعولين؟
جوابه : أنه كررت ، أرأيت ، ثلاث مرات. ومادة الرؤية متكررة خمس مرات في السورة. ويمكن أن نستنتج بالقياس الاستثنائي أن المراد منها الرؤية البصرية التي تحتاج إلى مفعول واحد. ولا حاجة لجعلها قلبية لكي نبحث لها عن مفعول ثان. ووحدة السياق تدل على ذلك فلو كان المراد منها القلبية لذكر لها مفعولا ثانيا ، وحيث لم يذكر ، إذن فهي ليست قلبية ، وهذا هو مؤدى القياس الاستثنائي.
ونقول : كمقدمة : إن هناك للرؤية انقسامين :