التصدي إلى ذكر كل تلك الأسئلة ، وعرض كل تلك الشبهات ، مما يحتمل أن يثور في الذهن ضد أي آية من آيات القرآن الكريم ، والتصدي لجوابها بجدارة وعمق ، لكي يتم إغناء المكتبة الإسلامية العربية بهذا الفكر الذي لم يسبق إليه مثيل. بعد التوكل على الله والاستعانة به جلّ جلاله.
ـ ٢ ـ
لكن ينبغي الالتفات سلفا ، إلى أني لم أكتب هذا الكتاب لكل المستويات ، ولا يستطيع الفرد المتدني الاستفادة الحقيقية منه ، وإنما أخذت بنظر الاعتبار مستوى معينا من الثقافة ، والتفكير لدى القارئ.
وأهمها أن يكون في الثقافة العامة على مستوى طلاب الكليات ونحوه. وأن يكون من الناحية الدينية قد حمل فكرة كافية ، وإن كانت مختصرة عن العلوم الدينية المتعارفة كالفقه والأصول والمنطق وعلم الكلام والنحو والصرف ونحوها ، مما يدرس في الحوزة العلمية الدينية عندنا في النجف الأشرف.
فإن اتصف الفرد بمثل هذه الثقافة ، كان المتوقع منه أن يفهم كتابي هذا ، وإلّا ، فمن الصعب له ذلك. ولكن لا ينبغي أن يأنف من عرض ما لا يفهمه من الكتاب على من يستطيع فهمه وإيضاحه.
فإن لم يكن على أحد هذين المستويين فلا يجوز له شرعا أن يقرأ هذا الكتاب. لأنه يوجد احتمال راجح عندئذ أن يفهم السؤال ولا يفهم الجواب. فتعلق الشبهة في ذهنه ضد القرآن الكريم ، مما قد يكون غافلا عنه أساسا ، فيكون هذا الكتاب قد أدى به إلى الضرر بدل أن يؤدي به إلى النفع ، وبالتالي يكون قد ضحى بشيء من دينه في سبيل قراءة الكتاب. وهذا ما لا يريده الفرد لنفسه ، ولا أريده لأي أحد ، بل لا يجوز حصوله لأي أحد.
وأعتقد أن هذا التحذير ، كاف في الردع عن الاطلاع على هذا الكتاب