المقدمة
ـ ١ ـ
لا حاجة في البدء إلى الإلماع بتعريف القرآن الكريم ، فإنه لدى البشر أجمعين أشهر من أن يذكر ، ولدى المسلمين أقدس من أن يكفر ، كما قالت الخنساء في أخيها صخر :
وإن صخرا لتأتم الهداة به |
|
كأنه علم في رأسه نار |
أو كما قال الشاعر الآخر :
وإذا استطال الشيء قام بنفسه |
|
ومديح ضوء الشمس يذهب باطلا |
ويكفينا من ذلك ما ذكره القرآن الكريم نفسه عن نفسه من المزايا. وما ذكره سيد البلغاء أمير المؤمنين عليهالسلام في نهج البلاغة من أوصافه ، فعلى القارئ الكريم أن يرجع إلى ذلك إن شاء.
والمهم الآن أن كلام الله سبحانه ، وهو أصدق القائلين وأعدل الفاعلين وأحكم الحاكمين ، كيف يمكن أن يناله السؤال والإشكال أو الوهم والاعتراض؟
حاشا لله سبحانه وتعالى عما يشركون.
كل ما في الأمر أن ذلك ، مما قد يحصل نتيجة جهل الفرد أو قصوره أو تقصيره ، أو نفسه الأمارة بالسوء.