قال : أو متعلقا به. لأن رسول مشتق قابل لتعلق الجار والمجرور به.
قال : ويتلو حال من الضمير في الجار. أقول : الجار ليس فيه ضمير والجار والمجرور معا ليس فيهما ضمير أيضا. وكذلك متعلق الجار والمجرور وهو رسول. فأين وجد هذا الضمير؟
قال : أو صفة لرسول. ويجوز أن يكون من الله حالا من صحف أي يتلو صحفا مطهرة منزلة من الله. أقول : صحف من الله. رسول من الله. يتلو من الله. كله محتمل عقلا. إلّا أن تعلقه بيتلو لا يخلو من إشكال لأنه متأخر لفظا عن الجار والمجرور. وإنما يتعلق الجار والمجرور بما هو متقدم.
قال : (فِيها كُتُبٌ) ، الجملة نعت لصحف.
وقال الرازي في هامش العكبري (١) : المراد بالرسول هنا محمد صلىاللهعليهوآله بلا خلاف. فكيف قال تعالى : (يَتْلُوا صُحُفاً) وظاهره يدل على قراءة المكتوب من الكتاب. وهو منتف في حقه صلىاللهعليهوآله لأنه كان أميا. (قلنا) المراد يتلو ما في الصحف عن ظهر قلب ، لأنه هو المنقول عنه بالتواتر.
أقول : بناء عليه يكون الإسناد إسنادا مجازيا. لأن التلاوة تكون بالمباشرة من المصحف ، وهذا يكون قبل كتابة القرآن في الصحف ، أو المراد بها التشريع أو الهداية لأصول الدين. فإذا كان كذلك كانت التلاوة مجازا ، أو هي تلاوة بالمقدار المناسب لها ، أي الإعراب والإفصاح عنها. وقد كان رسول الله صلىاللهعليهوآله كذلك.
وقال الرازي أيضا (٢) : فإن قيل : ما الفرق بين الصحف والكتب ، حتى قال : صحفا مطهرة فيها كتب ، قلنا : الصحف القراطيس ، وقوله تعالى : مطهرة أي من الشرك والباطل. وقوله تعالى : (فِيها كُتُبٌ قَيِّمَةٌ) ، أي مكتوبة مستقيمة ناطقة بالعدل والحق ، يعني الآيات والأحكام.
__________________
(١) ج ٢ ، ص ١٥٤.
(٢) المصدر والصفحة.