السجين. وكلاهما من أصل غير عربي. قال تعالى (١) : (كَلَّا إِنَّ كِتابَ الفُجَّارِ لَفِي سِجِّينٍ. وَما أَدْراكَ ما سِجِّينٌ كِتابٌ مَرْقُومٌ).
سؤال : فما هو معنى سجين؟
جوابه : قال الراغب (٢) : السّجين : اسم لجهنم بإزاء علّيّين. وزيد لفظه تنبيها على زيادة معناه. وقال الرازي (٣) في هامش العكبري : إن سجينا اسم للأرض السابعة ، وهو فعيل من السجن.
أقول : كأطروحة : إن سجّين صيغة مبالغة من «سجن». فالسجن بالكسر هو المكان والسجين بالتخفيف ، مكينه أي المسجون. والسجين بالتشديد صيغة مبالغة ، باعتبار أن السجن له مراتب تختلف شدة وضعفا والصعب منه سجّين ، أي شديد السجن.
إن قلت : إنه اسم لجهنم نفسها ، وليس لمن يسجن فيها ويعذب.
قلت : هو من تسمية المكان بالمكين ، فالمكان هو جهنم ، والمكين هو من يعذب فيها. لأنها سبب عذابهم.
وهذه اللفظة ، أعني سجين ، وردت في القرآن مرتين ، كلتاهما في سورة المطففين. قال تعالى (٤) : (كَلَّا إِنَّ كِتابَ الفُجَّارِ لَفِي سِجِّينٍ. وَما أَدْراكَ ما سِجِّينٌ. كِتابٌ مَرْقُومٌ). وهي تقابل عليين ، كما قال الراغب (٥) ، لقوله في نفس السورة (٦) : (كَلَّا إِنَّ كِتابَ الْأَبْرارِ لَفِي عِلِّيِّينَ. وَما أَدْراكَ ما عِلِّيُّونَ كِتابٌ مَرْقُومٌ).
وفي قوله : في سجين ، إشارة إلى المكان المدلول عليه بفي. ومحل
__________________
(١) المطففين / الآيات ٧ ـ ٨ ـ ٩ ...
(٢) المفردات مادة «سجن».
(٣) ج ٢ ، ص ١٤٦.
(٤) آية ٧ و ٨ و ٩ من السورة.
(٥) المفردات مادة «سجن».
(٦) الآيات ١٨ و ١٩ و ٢٠ من السورة.