بالتحليل. وذلك باعتبار الجوانب التفصيلية فيه. أي التقسيم المكاني والزماني ، وغيره. فإن لكل واحد منها لوحه الخاص به وكتابته الخاصة به. وبهذا اللحاظ يكون متعددا.
فإن قلت : فما معنى التلاوة في اللوح المحفوظ؟
قلت : إن قصد به القضاء والقدر ، فيراد بالتلاوة : التلاوة التكوينية لا القراءة بالمعنى العرفي ، بل إنجاز الأمور تدريجا وتطبيقا مهما تطاول الزمن. والرسول صلىاللهعليهوآله كذلك أي يتلوه ويطبقه.
وإن قصد به التشريع ، فالتلاوة هي الأمر والنهي ، أي إشغال الذمم بالتكاليف. وتبليغه صلىاللهعليهوآله الناس بذلك. سواء كان ذلك من قبيل التلاوة على ورقه أو من القرآن أو أي شيء آخر.
إن قلت : هذا لا ربط له بأهل الكتاب والمشركين. مع أن الآية تذكرهم.
قلت : جوابه من عدة وجوه :
أولا : إن أوصاف النبي صلىاللهعليهوآله ولا ضرورة إلى ارتباطها بذلك السياق. وإنما هي أوصاف مستقلة لتعريف فضله وعلو شأنه.
ثانيا : إنها هداية لهم ولغيرهم.
ثالثا : إن حصة منها هداية وحصة تكوين. لأن من جملة الأمور التكوينية وجود الرسالة المحمدية.
رابعا : أن نعترف بالانفصال بتقدير : هو رسول. والارتباط كاف في السياق بمضمون : إنهم سيكونون منفكين بفعل الرسول صلىاللهعليهوآله.
والقوامة على الأول تشريعية وعلى الثاني تكوينية ، وهي إنما هي ثابتة للرسول صلىاللهعليهوآله وليست للكتابة ولا للصحف بعنوانها الاستقلالي.
سؤال : عن معنى الكتاب في قوله تعالى : (فِيها كُتُبٌ قَيِّمَةٌ).