ثانيا : أن يعود على «فعل». وفيه نقطة قوة ونقطة ضعف :
أما نقطة قوته : فهي انسجام المعنى. من حيث إن الله تعالى ينتقم من أصحاب الفيل لأجل إيلاف قريش.
ونقطة ضعفه : بعده اللفظي عن الجار والمجرور ، وهو أمر مهم.
ثالثا : إنه يعود على قوله : (فَجَعَلَهُمْ). ونقطة قوته قربه النسبي من الجار والمجرور. إلّا أنه لا يناسب المعنى الذي اقترحوه ، فيكون على خلاف الظاهر.
الوجه الثالث : إن السبب الذي تدل عليه سورة الإيلاف ، هو إلف قريش لرحلة الشتاء والصيف واستيناسهم بها. ولا ذكر للنبي صلىاللهعليهوآله. فالذي ينبغي أن يقال : إن الله تعالى فعل وانتقم من أصحاب الفيل لأجل إيلاف وأنس قريش برحلاتهم. وهذا هو الأقرب إلى السياق القرآني.
فإن قلت : إن النبي صلىاللهعليهوآله ولد في عام الفيل ، فيكون مناسبا مع حادثة الفيل.
قلت : إن مئات الحوادث حصلت في عام الفيل. ولكن أهمها ولادة النبي صلىاللهعليهوآله. فينبغي أن تكون هناك قرينة على أنسهم بولادة النبي صلىاللهعليهوآله أو إشارة إلى ذلك في السياق. وهو منتف.
الوجه الرابع : إن تعلق الجار والمجرور بسورة الفيل ، إنما يصح مع وحدة السورتين ، إذ لا يمكن تعلق الجار والمجرور بسورة مستقلة. وهذا فرع أن تكون سورة الإيلاف نازلة بعد سورة الفيل مباشرة ، لا بعد سورتين أو أكثر أو كانت نازلة قبلها.
إذن ، فجميع هذه الوجوه غير صحيحة. بل يتعلق الجار والمجرور بما ذكرناه من الوجوه السابقة.
سؤال : ما معنى الإيلاف؟