جوابه : الإيلاف هو الأنس والاعتياد. من الثلاثي (ألف) وهو متعد إلى مفعول واحد. أو الرباعي (ألف) وهو متعد إلى مفعولين ، وقيل : لواحد.
والمراد من السورة : الإلف ، أي مادة الثلاثي. والمعنى : إلف قريش للرحلة. ولكنه استعمل الرباعي.
وذلك لأكثر من وجه واحد :
الأول : إنه من قبيل استعمال الرباعي في معنى الثلاثي ، مجازا. ومن هنا احتاج إلى مفعول واحد ، كالثلاثي ، خلافا للميزان الذي ذكر (١) أن المفعول الثاني موجود أو مقدر يعرف مما بعده ، وهو رحلة.
الثاني : إن المراد الرباعي. ويكون المفعول الأول مقدرا. يعني يؤلفون غيرهم : أو يؤلف بعضهم البعض على الرحلة. وهي المفعول الثاني.
سؤال : ما هو محل «قريش» من الإعراب؟
جوابه : هي مضاف إليه للمصدر. ولكن هل هي من إضافة المصدر إلى الفاعل أو إلى المفعول؟ قال في الميزان (٢) : وفاعل الإيلاف هو الله سبحانه ، وقريش مفعوله الأول ، ومفعوله الثاني محذوف يدل عليه ما بعده.
أقول : أي إنه رجح كون الإضافة إلى المفعول. وفيما سبق رجحنا أن الإضافة إلى الفاعل ، أي إن قريشا تؤلف غيرها على الرحلة.
وكما يمكن أن يكون فاعل الإيلاف هو الله سبحانه ـ كما قال ـ يمكن أن يكون أيضا : الأسباب الطبيعية أو التجارة أو الاسترباح أو الضرورة ، باعتبار أن أرضهم كانت ممحلة لا تنبت زرعا (بِوادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ)(٣).
و «رحلة» مفعول به للرباعي إن قلنا إنه يأخذ مفعولا واحدا. ولا بد من تقدير مفعول ثان إن قلنا إنه يأخذ مفعولين. أي إن قريشا تؤلف الآخرين رحلة الشتاء والصيف.
__________________
(١) ج ٢٠ ، ص ٣٦٦.
(٢) المصدر والصفحة.
(٣) إبراهيم / ٣٧.