«ما أوذي نبيّ مثلما أوذيت» (١) ..
أو «ما أوذي أحد ما أوذيت» (٢) ..
وذلك لأن هذا النبي العظيم سيواجه كل جبابرة العالم ، وطغاة الأمم ، وحتى طغيان النفوس الأمّارة بالسوء .. والتي إن أمكن قهرها اليوم ، فإنها ستعاود الوثبة غدا ..
وما ذلك إلا لأن مهمة الأنبياء ليست مجرد تبليغ رسالة ، أو تعليم وتربية جيل من الناس ، أو إقامة دولة ، وفرض قانون ونظام سياسي ، أو اجتماعي ، أو ما إلى ذلك مما يدخل في دائرة اهتمام السياسيين ، أو المصلحين الاجتماعيين ..
بل إن مهمة الأنبياء ، هي صناعة إنسانية الإنسان ، وصياغة شخصيته ، ومفاهيمه وتنشئة مشاعره وعواطفه ، والإمساك والتحكم بأحاسيسه ..
كما أن مهماتهم لا تنحصر بالإنسان الذي يعيش في عصرهم ، بل هم مسؤولون عن هداية ورعاية كل مسيرة الحياة الإنسانية ، ما دام هناك بشر على وجه الأرض.
ولأجل ذلك : تعرض أعمال الأمة على رسول الله صلّى الله عليه
__________________
(١) راجع : مناقب آل أبي طالب ج ٣ ص ٤٢ والبحار ج ٣٩ ص ٥٦ ومستدرك سفينة البحار ج ١ ص ١٠٢ وكشف الغمة ج ٣ ص ٣٤٦ والجامع الصغير ج ٢ ص ٤٨٨ وشرح منهاج الكرامة ص ٢٦٥ وراجع جواهر المطالب ج ٢ ص ٣٢٠.
(٢) راجع : الجامع الصغير ج ٢ ص ٤٨٨ وكنز العمال ط حلب ج ٣ ص ١٢٠ وفيض القدير شرح الجامع الصغير ج ٥ ص ٥٥ وكشف الخفاء ج ٢ ص ١٨٠ وتهذيب الكمال ج ٢٥ ص ٣١٤.