نسيت إداوتي ، فرجعت إلى ذلك المكان فكأنه لم يصبه ماء قط ، ثم سرنا حتى أتينا دارين والبحر بيننا وبينهم ، فقال : يا على يا حكيم ، إنا عبيدك وفى سبيلك ، نقاتل عدوك ، فاجعل لنا إليهم سبيلا ، فدخلنا البحر فلم يبلغ الماء ليودنا ، ومشينا على متن الماء ولم يبتل لنا شيء ، وذكر بقية القصة ، فهذا أبلغ من ركوب السفينة ، فإن حمل الماء للسفينة معتاد ، وأبلغ من قلق البحر لموسى ، فإن هناك انحسر الماء حتى مشوا على الأرض ، فالمعجز انحسار الماء ، وهاهنا صار الماء جسدا يمشون عليه كالأرض ، وإنما هذا منسوب إلى النبي صلىاللهعليهوسلم وبركته ، انتهى ما ذكره بحروفه فيما يتعلق بنوح عليهالسلام.
وهذه القصة التى ساقها شيخنا ذكرها الحافظ أبو بكر البيهقى فى كتابه الدلائل من طريق أبى بكر بن أبى الدنيا عن أبى كريب عن محمد بن فضيل عن الصلت بن مطر العجلى عن عبد الملك ابن أخت سهم عن سهم بن منجاب قال : غزونا مع العلاء بن الحضرمى فذكره.
وقد ذكرها البخارى فى التاريخ الكبير من وجه آخر.
ورواها البيهقى من طريق أبى هريرة رضى الله عنه أنه كان مع العلاء وشاهد ذلك.
وساقها البيهقى من طريق عيسى بن يونس عن عبد الله عن عون عن أنس بن مالك قال : أدركت فى هذه الأمة ثلاثا لو كانت فى بنى إسرائيل لما تقاسمها الأمم ، قلنا : ما هن يا أبا حمزة؟ قال : كنا فى الصفة عند رسول الله صلىاللهعليهوسلم فأتته امرأة مهاجرة ومعها ابن لها قد بلغ ، فأضاف المرأة إلى النساء ، وأضاف ابنها إلينا ، فلم يلبث أن أصابه وباء المدينة فمرض أياما ثم قبض ، فغمضه النبي صلىاللهعليهوسلم وأمر بجهازه ، فلما أردنا أن نغسله قال : يا أنس ائت أمه ، فأعلمها فأعلمتها ، قال : فجاءت حتى جلست عند قدميه ، فأخذت بهما ثم قالت : اللهم إنى أسلمت لك طوعا ، وخلعت الأوثان ، فلا تحملنى من