حديث آخر
[إخباره عن اتساع الدنيا على أمته]
روى الإمام أحمد عن عبد الصمد بن عبد الوارث عن داود بن أبى هند ، وأخرجه البيهقى من حديثه عن أبى حرب بن أبى الأسود الدؤلى عن طلحة بن عمرو البصرى أنه قدم المدينة على رسول الله صلىاللهعليهوسلم فبينما هو يصلى إذ أتاه رجل فقال : يا رسول الله أحرق بطوننا التمر وتحرقت عنا الحيف ، قال : فحمد الله وأثنى عليه ثم قال : لقد رأيتنى وصاحبى وما لنا طعام غير البرير (١) حتى أتينا إخواننا من الأنصار فآسونا من طعامهم وكان طعامهم التمر ، والّذي لا إله إلا هو لو قدرت لكم على الخبز والتمر لأطعمتكموه ، وسيأتى عليكم زمان أو من أدركه منكم يلبسون مثل أستار الكعبة ، ويغدى ويراح عليكم بالجفان ، قالوا : يا رسول الله أنحن يومئذ خير أم اليوم؟ قال : بل أنتم اليوم خير ، أنتم اليوم إخوان ، وأنتم يومئذ يضرب بعضكم رقاب بعض (٢).
وقد روى سفيان الثورى عن يحيى بن سعيد عن أبى موسى بحلس قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : إذا مشت أمتى المطيطا (٣) وخدمتهم فارس والروم ، سلط الله بعضهم على بعض.
وقد أسنده البيهقى من طريق موسى بن عبيدة ، عن عبد الله بن دينار عن ابن عمر عن النبي صلىاللهعليهوسلم.
__________________
(١) البرير : تمر الأراك عامة وهو أول ما يظهر في غر الأراك وهو حلو.
(٢) أحمد في مسنده (٣ / ٤٨٧).
(٣) المطيطا : التبختر والخيلاء في المشي.