ينقلب حجر إلا وجد تحته دم ، ومنهم من خصص ذلك بحجارة بيت المقدس ، وأن الورس استحال رمادا ، وأن اللحم صار مثل العلقم وكان فيه النار إلى غير ذلك مما فى بعضها نكارة ، وفى بعضها احتمال ، والله أعلم ، وقد مات رسول الله صلىاللهعليهوسلم وهو سيد ولد آدم فى الدنيا والآخرة ، ولم يقع شيء من هذه الأشياء ، وكذلك الصديق بعده ، مات ولم يكن شيء من هذا ، وكذا عمر بن الخطاب قتل شهيدا وهو قائم يصلى فى المحراب صلاة الفجر ، وحصر عثمان فى داره وقتل بعد ذلك شهيدا ، وقتل على بن أبى طالب شهيدا بعد صلاة الفجر ، ولم يكن شيء من الأشياء ، والله أعلم.
وقد روى حماد بن سلمة عن عمار بن أبى عمارة عن أم سلمة أنها سمعت الجن تنوح على الحسين بن على ، وهذا صحيح ، وقال شهر ابن حوشب : كنا عند أم سلمة فجاءها الخبر بقتل الحسين فخرت مغشيا عليها ، وكان سبب قتل الحسين أنه كتب إليه أهل العراق يطلبون منه أن يقدم إليهم ليبايعوه بالخلافة ، وكثر تواتر الكتب عليه من العامة ومن ابن عمه مسلم ابن عقيل ، فلما ظهر على ذلك عبيد الله بن زياد نائب العراق ليزيد بن معاوية ، فبعث إلى مسلم ابن عقيل يضرب عنقه ورماه من القصر إلى العامة ، فتفرق ماؤهم وتبددت كلمتهم ، هذا وقد تجهز الحسين من الحجاز إلى العراق ، ولم يشعر بما وقع ، فتحمل بأهله ومن أطاعه وكانوا قريبا من ثلاثمائة ، وقد نهاه عن ذلك جماعة من الصحابة ، منهم أبو سعيد ، وجابر ، وابن عباس ، وابن عمر ، فلم يطعهم ، وما أحسن ما نهاه ابن عمر عن ذلك ، واستدل له على أنه لا يقع ما يريده فلم يقبل.
فروى الحافظ البيهقى من حديث يحيى بن سالم الأسدى ، ورواه أبو داود الطيالسى فى مسنده عنه ، قال : سمعت الشعبى يقول : كان ابن عمر قدم المدينة فأخبر أن الحسين بن على قد توجه إلى العراق ، فلحقه على مسيرة ليلتين أو ثلاث من المدينة ، قال : أين تريد؟ قال العراق ومعه طوامير