ابنى هذا ، فقلت : هذا؟ قال : نعم ، وأتانى بتربة من تربته حمراء.
وقد روى الإمام أحمد عن عفان عن وهيب عن أيوب عن صالح أبى الخليل عن عبد الله ابن الحارث عن أم الفضل قالت : أتيت رسول الله صلىاللهعليهوسلم فقلت : إنى رأيت فى منامى أن فى بيتى أو حجرى عضوا من أعضائك ، قال : تلد فاطمة إن شاء الله غلاما فتكفلينه ، فولدت له فاطمة حسينا ، فدفعته إليها فأرضعته بلبن قثم ، فأتيت به رسول الله صلىاللهعليهوسلم يوما أزوره ، فأخذه فوضعه على صدره فبال فأصاب البول إزاره ، فزخخت بيدى على كتفيه ، فقال : أوجعت ابنى أصلحك الله ، أو قال : رحمك الله ، فقلت : اعطنى إزارك أغسله ، فقال : إنما يغسل بول الجارية ويصب على بول الغلام (١) ، ورواه أحمد أيضا عن يحيى بن بكير عن إسرائيل عن سماك عن قابوس بن مخارق عن أم الفضل فذكر مثله سواء ، وليس فيه الأخبار بقتله فالله أعلم.
وقال الإمام أحمد : حدثنا عفان ، حدثنا حماد ، أنا عمار بن أبى عمارة عن ابن عباس. قال : رأيت النبي صلىاللهعليهوسلم فيما يرى النائم بنصف النهار وهو قائل : أشعث أغبر ، بيده قارورة فيها دم ، فقلت : بأبى أنت وأمى يا رسول الله ، ما هذا؟ قال : دم الحسين وأصحابه ، لم أزل ألتقطه منذ اليوم ، قال : فأحصينا ذلك اليوم فوجدوه قتل فى ذلك اليوم رضى الله عنه ، قال قتادة : قتل الحسين يوم الجمعة ، يوم عاشوراء سنة إحدى وستين ، وله أربع وخمسون سنة وستة أشهر ونصف شهر.
وهكذا قال الليث وأبو بكر بن عياش الواقدى والخليفة بن خياط وأبو معشر وغير واحد : إنه قتل يوم عاشوراء عام إحدى وستين ، وزعم بعضهم أنه قتل يوم السبت ، والأول أصح ، وقد ذكروا فى مقتله أشياء كثيرة أنها وقعت من كسوف الشمس يومئذ ، وهو ضعيف ، وتغيير آفاق السماء ، ولم
__________________
(١) أحمد في مسنده (١ / ٢٤٣ ، ٢٨٣).