علينا الباب لا يدخل علينا أحد ، فجاء الحسين بن على ، فوثب حتى دخل ، فجعل يصعد على منكب النبي صلىاللهعليهوسلم ، فقال له الملك : أتحبه؟ فقال النبي صلىاللهعليهوسلم : نعم ، قال : فإن أمتك تقتله ، وإن شئت أريتك المكان الّذي يقتل فيه ، قال : فضرب بيده فأراه ترابا أحمر ، فأخذت أم سلمة ذلك التراب فصرته فى طرف ثوبها ، قال : فكنا نسمع يقتل بكربلاء (١).
ورواه البيهقى من حديث بشر بن موسى عن عبد الصمد عن عمارة ، فذكره ، ثم قال : وكذلك رواه سفيان بن فروخ عن عمارة ، وعمارة بن زاذان هذا هو الصيدلانى أبو سلمة البصرى اختلفوا فيه ، وقد قال فيه أبو حاتم : يكتب حديثه ولا يحتج به ليس بالمتين ، وضعفه أحمد مرة ووثقه أخرى ، وحديثه هذا قد روى عن غيره من وجه آخر ، فرواه الحافظ البيهقى من طريق عمارة بن عرفة عن محمد بن إبراهيم عن أبى سلمة عن عائشة رضى الله عنها نحو هذا.
وقد قال البيهقى : أنا الحاكم فى آخرين ، قالوا : أنا الأصم ، أنا عباس الدورى ، حدثنا محمد بن خالد بن مخلد ، حدثنا موسى بن يعقوب عن هاشم بن هاشم عن عتبة بن أبى وقاص عن عبد الله ابن وهب بن زمعة ، أخبرتنى أم سلمة أن رسول الله صلىاللهعليهوسلم اضطجع ذات يوم فاستيقظ وهو حائر ، ثم اضطجع فرقد ، ثم استيقظ وهو حائر دون ما رأيت منه فى المرة الأولى ، ثم اضطجع واستيقظ وفى يده تربة حمراء وهو يقلبها ، فقلت : ما هذه التربة يا رسول الله؟ فقال : أخبرنى جبريل أن هذا مقتل بأرض العراق للحسين ، قلت له : يا جبريل أرنى تربة الأرض التى يقتل بها ، فهذه تربتها.
ثم قال البيهقى : تابعه أبو موسى الجهنى عن صالح بن يزيد النخعى
__________________
(١) أحمد في مسنده (٦ / ٣٣٩ ، ٣٤٠).