وقد رواه البيهقى من حديث أبى نعيم : حدثنا الوليد بن جميع ، حدثتني جدتى عن أم ورقة بنت عبد الله بن الحارث وكان رسول الله صلىاللهعليهوسلم يزورها ويسميها الشهيدة ، فذكر الحديث وفى آخره فقال عمر : صدق رسول الله صلىاللهعليهوسلم كان يقول : انطلقوا بنا نزور الشهيدة.
ومن ذلك ما رواه البخارى من حديث أبى إدريس الخولانى عن عوف بن مالك فى حديثه عنه فى الآيات الست بعد موته وفيه : ثم موتان بأحدكم كقصاص الغنم ، وهذا قد وقع فى أيام عشر ، وهو طاعون عمواس سنة ثمانى عشرة ، ومات بسببه جماعات من سادات الصحابة ، منهم معاذ بن جبل ، وأبو عبيدة ، ويزيد بن أبى سفيان ، وشرحبيل بن حسنة ، وأبو جندل سهل بن عمر وأبوه ، والفضل بن العباس بن عبد المطلب ، رضى الله عنهم أجمعين.
وقد قال الإمام أحمد : حدثنا وكيع ، حدثنا النهاس بن قهم ، حدثنا شداد أبو عمار عن معاذ ابن جبل قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : ست من أشراط الساعة ، موتى ، وفتح بيت المقدس ، وموت يأخذ فى الناس كقصاص الغنم ، وفتنة يدخل حريمها بيت كل مسلم ، وأن يعطى الرجل ألف دينار فيسخطها ، وأن يغزو الروم فيسيرون إليه بثمانين بندا تحت كل بند اثنا عشر ألفا (١).
وقد قال الحافظ البيهقى : أنا أبو زكريا بن أبى إسحاق ، حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب حدثنا بحر بن نصر ، حدثنا ابن وهب ، أخبرنى ابن لهيعة عن عبد الله بن حبان أنه سمع سليمان بن موسى يذكر أن الطاعون وقع بالناس يوم جسر عموسة فقام عمرو ابن العاص فقال : يا أيها الناس ، إنما هذا الوجع رجس فتنحوا عنه ، فقام شرحبيل بن حسنة فقال : يا أيها الناس ، إنى قد
__________________
(١) أحمد في مسنده (٤ / ١٩٥ ، ١٩٦).