أخشى أن تنبسط عليكم الدنيا كما بسطت على من كان قبلكم فتنافسوها كما تنافسوها ، فتهلككم كما أهلكتهم (١).
وفى الصحيحين من حديث سفيان الثورى عن محمد بن المنكدر عن جابر قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : هل لكم من أنماط؟ قال : قلت يا رسول الله : وأنى يكون لنا أنماط؟ فقال : أما إنها ستكون لكم أنماط ، قال : فأنا أقول لامرأتى : نحى عنى أنماطك ، فتقول : ألم يقل رسول الله : إنها ستكون لكم أنماط؟ فأتركها (٢).
وفى الصحيحين والمسانيد والسنن وغيرها من حديث هشام بن عروة عن أبيه عن عبد الله بن الزبير عن سفيان بن أبى زهير قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم تفتح اليمن فيأتى قوم يبثون فيتحملون بأهليهم ومن أطاعهم ، والمدينة خير لهم لو كانوا يعلمون (٣) ، كذلك رواه عن هشام بن عروة جماعة كثيرون وقد أسنده الحافظ ابن عساكر من حديث مالك وسفيان بن عيينة وابن جريج وأبو معاوية ومالك بن سعد بن الحسن وأبو ضمرة أنس ابن عياض وعبد العزيز بن أبى حازم وسلمة بن دينار وجرير بن عبد الحميد ، ورواه أحمد ، عن يونس عن حماد بن زيد عن هشام ابن عروة ، وعبد الرزاق عن ابن جريج عن هشام ، ومن حديث مالك عن هشام به بنحوه.
ثم روى أحمد عن سليمان بن داود الهاشمى عن إسماعيل بن جعفر : أخبرنى يزيد بن حصيفة أن بشر بن سعيد أخبره أنه سمع فى مجلس المكيين يذكرون أن سفيان أخبرهم ، فذكر قصة وفيها : أن رسول الله صلىاللهعليهوسلم قال له : ويوشك الشام أن يفتح فيأتيه رجال من هذا البلد ـ يعنى المدينة ـ فيعجبهم ربعهم ورخاؤه والمدينة خير لهم لو كانوا يعلمون ، ثم يفتح العراق فيأتى قوم
__________________
(١) أحمد في مسنده (٤ / ١٣٧).
(٢) أخرجه البخاري في كتاب المناقب (٣٦٣١) (١٠ / ٥٠١).
(٣) أخرجه البخاري في كتاب فضائل المدينة (١٨٧٥) (٦ / ١٦٨).