فقال : مرّتين.
وفي الكيف : هل كان راجلاً؟ أو راكباً للبراق إلى محل وللرفرف في محل آخر ؛ كما هو المشهور المستفاد من أكثر الأخبار (١)؟.
وفي الوضع : من حيث كونه يقظاناً كما هو معتقَد أكثر الإمامية وجمع من غيرهم ، أو نائماً كما يُستفاد من جمع من رواة العامة ، وهو مروي عن اُمّ المؤمنين عائشة (٢)؟.
وفي الأين : هل هو في مكة أو في المدينة من بيت اُمّ هانيء ، أم من المسجد الحرام أو غيرها؟
وكذا في الحركة الأينية : من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى كما هو ظاهر الآية ، أو إلى السماوات العلى وفوق العرش الأعلى إلى السدرة المنتهى والحجب العليا كما هو منصوص أكثر الأخبار المروية عن أهل بيت النبوة صلوات الله عليهم أجمعين (٣)؟
وفي المتى : من حيث وقوعه في ليلة القدر ، أو السابع والعشرين من رجب في عام البعثة ، أو الثاني عشر منها أو غيرها؟
وفي الجِدَة : من حيث كون المعراج جسمانياً ، أي الجسم مع الروح كما هو معتقَد أغلب الإمامية ، أو روحانياً كما يقوله القائلون بكونه في حالة النوم ، أو بين النوم واليقظة؟ وبعبارة اُخرى : فهل المالك لهذه الحركة هو الجسم متعلقاً به الروح أو الروح وحده. وبهذا الاعتبار قد عبّرنا عنه بـ «الجدة» المرادف للملك.
ومنهم من قال بكون معراجه بقالبه المثالي ، كما أنّ المعاد قد اختلف فيه : هل هو معاد جسماني أو روحاني أو بقالب المثال؟ ومنشأ الاختلاف هو النظر إلى استحالة إعادة المعدوم ، كما أن منشأ الاختلاف في المعراج استحالة الخرق والإلتيام في عوالم الأفلاك ، فكيف يكون النبيّ صلىاللهعليهوآله ببدنه العنصري صاعداً إلى السماوات بل ما فوقها ، مع أن الامتداد كثير جداً؟
فعلى المستفاد من الخبر المروي في الاحتجاج (٤) عن أمير المؤمنين عليهالسلام في ذكر النبي قال : اُسري به من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى مسيرة شهر ، وعُرج به في ملكوت
__________________
١. انظر أخبار المعراج في : علم اليقين ، ج ١ ، ص ٤٨٩ ـ ٥٢٠ ؛ بحار الأنوار ، ج ١٨ ، ص ٢٩١ ـ ٤١٠.
٢. فتح الباري ، ج ٧ ، ص ١٧٠ ـ ١٧١.
٣. صحيح البخاري ، ج ٤ ، ص ١٠٦ ـ ١٠٧ ؛ بغية الباحث ، ص ٢٨ ؛ مسند أبي يعلى ، ج ٦ ، ص ٢١٦ ـ ٢١٩ ؛ جامع البيان ، ج ١٥ ، ص ١٠ ـ ١٦ و....
٤. الاحتجاج ، ج ١ ، ص ٣٢٧ ؛ بحار الأنوار ، ج ٣ ، ص ٣٢٠ ، ح ١٦.