مع اشتمال بعض فقراتها على ما لا يخلو عن شبهة الغلو ، كما صنعوها كذلك في بعض الآيات والأخبار التي فيها ذلك أو شبهة التعطيل أو تشبيه أو غير ذلك من الاُمور المنافية لمذهب الإمامية أو لضروريات دينهم.
وبالجملة ، فاشتهار هذه الزيارة من بين الزيارات واستقرار المذهب على صحتها مما لا ينكر.
ومن هنا قال بعض الأفاضل ... الخ.
ومما يمكن أن يستدل به على اعتبار دعاء الندبة دليل التعاور ، وتقريره أن يصل إلينا أثر من آثار المعصومين يداً بيد وصدراً عن صدر بحيث يقبله الخلف لقبول السلف إياه مع عدوم كون دليل قطعي معارضاً له ، فنستكشف من قبول السلف إياه عن كونه مأثوراً عن المعصومين ، وإلا لم يكن السلف يقبله.
وهذا الدليل سمعته من بعض الفضلاء ، وكان يقرّر أن الدليل على ثلاثة أنواع : التواتر والتظافر والتعاور ، والتعاور ليس إلا خبراً واحداً ، بخلاف التظافر والتواتر (١).
كتب في ١٦ / ٨ / ٢٤ في ٢ محرم سنة ١٣٦٥
معناى «نصيف شرف لا يساوى»]
مما سمعته عن بعض الفضلاء في معنى كونه عليهالسلام «نصيف شرف لا يساوى» هو أنّ المراد من الشرف النيابة والوراثة عن النبيّ (ص) في قوله : إني تارك فيكم ما إن تمسَّكتم به لن تضلوا أبداً ، ثم فسره بقوله : كتاب الله عترتي ... الخ.
فهما في الكون خلفاً عن النبيّ الذي هو شرف لا عديل له سهيمان ، فيكون عليهالسلام سهيماً للقرآن ، ويكونان معاً واجدين وحائزين لتمام الشرف ، فلكلٍّ نصيفه أي نصفه ، ولهذا السبب عبّر عن الحجة في الزيارة بشريك القرآن ، والله أعلم.
ولهذا المطلب نظير ذكره الشبَّر في أواخر مصابيح الأنوار (٢) في زيارة أمير المؤمنين عند استقبال قبر الحسين عليهالسلام وهو قوله : التالين الكتاب.
وأظن أن له بياناً في البحار (٣) ، فليراجع.
__________________
١. در اصل : والتعاور.
٢. مصابيح الأنوار في حل مشكلات الأخبار از سيد عبد الله بن محمد رضا شبر حسينى كاظمى (متوفاى ١٢٤٢).
بنگريد به : الذريعة ، ج ٢١ ، ص ٨٥ ، ش ٤٠٥٩.
٣. ظاهراً مراد بيان مرحوم مجلسى در بحار الأنوار (ج ٩٧ ، ص ٢٩٠) است كه مى فرمايد : قوله عليهالسلام : «التالين الكتاب» أي جعلكم الرسول تلواً للكتاب ، ووصّى بكم معه في قوله : «إني تارك فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي أهل بيتي». أو التابعين للكتاب العاملين به والقارين له حق قراءته ، والأول أظهر وأصوب.