دعاء الندبة
قال محمد بن أبي قرة نقلاً من كتاب أبي جعفر محمد بن الحسين بن سفيان البزوفري رضياللهعنه هذا الدعاء ، وذكر فيه أنه الدعاء لصاحب الزمان ـ صلوات الله عليه وعجل فرجه وفرجنا به ـ ويستحب أن يدعى به في الأعياد الأربعة :
اَلْحَمْدُ للهِ رَبِّ الْعالَمينَ وَصَلَّى اللهُ عَلى سَيِّدِنا مُحَمَّدٍ نَبِيِّهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ تَسْليماً.
اَللّـهُمَّ لَكَ الْحَمْدُ عَلى ما جَرى بِهِ قَضاؤكَ في اَوْلِيائِكَ الَّذينَ اسْتَخْلَصْتَهُمْ لِنَفْسِكَ وَدينِكَ اِذِ اخْتَرْتَ لَهُمْ جَزيلَ ما عِنْدَكَ مِنَ النَّعيمِ (١) الْمُقيمِ الَّذي لا زَوالَ لَهُ وَلاَ اضْمِحْلالَ بَعْدَ اَنْ شَرَطْتَ عَلَيْهِمُ الزُّهْدَ في دَرَجاتِ هذِهِ الدُّنْيَا الدَّنِيَّةِ ، وَزُخْرُفِها وَزِبْرِجِها ، فَشَرَطُوا لَكَ ذلِكَ ، وَعَلِمْتَ مِنْهُمُ الْوَفاءَ بِهِ.
فَقَبِلْتَهُمْ وَقَرَّبْتَهُمْ وَقَدَّمْتَ لَهُمُ الذِّكْرَ الْعَلِيَّ وَالثَّناءَ الْجَلِىَّ.
وَاَهْبَطْتَ عَلَيْهِمْ مَلائِكَتَكَ ، وَكَرَّمْتَهُمْ بِوَحْيِكَ ، وَرَفَدْتَهُمْ بِعِلْمِكَ ، وَجَعَلْتَهُمُ الذَّرَائعَ اِلَيْكَ ، وَالْوَسيلَةَ اِلى رِضْوانِكَ.
فَبَعْضٌ اَسْكَنْتَهُ جَنَّتَكَ اِلى اَنْ اَخْرَجْتَهُ مِنْها ، وَبَعْضٌ حَمَلْتَهُ في فُلْكِكَ وَنَجَّيْتَهُ وَمَنْ آمَنَ مَعَهُ مِنَ الْهَلَكَةِ بِرَحْمَتِكَ ، وَبَعْضٌ اتَّخَذْتَهُ [لِنَفْسِكَ] خَليلاً ، وَسَأَلَكَ لِسانَ صِدْق فِي الاْخِرينَ ، فَاَجَبْتَهُ وَجَعَلْتَ ذلِكَ عَلِيّاً ، وَبَعْضٌ كَلَّمْتَهُ مِنْ شَجَـرَةٍ تَكْليماً.
وَجَعَلْتَ لَهُ مِنْ اَخيهِ رِدْءاً وَوَزيراً ، وَبَعْضٌ اَوْلَدْتَهُ مِنْ غَيْرِ اَب ، وَآتَيْتَهُ الْبَيِّناتِ ، وَاَيَّدْتَهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ.
وَكُلٌّ شَرَعْتَ لَهُ شَريعَةً وَنَهَجْتَ لَهُ مِنْهاجاً ، وَتَخَيَّرْتَ لَهُ اَوْصِياءَ مُسْتَحْفِظاً بَعْدَ مُسْتَحْفِظ مِنْ مُدَّةٍ اِلى مُدَّةٍ ؛ اِقامَةً لِدينِكَ ، وَحُجَّةً عَلى عِبادِكَ ، وَلِئَلّا يَزُولَ الْحَقُّ عَنْ مَقَرِّهِ ، وَيَغْلِبَ الْباطِلُ عَلى اَهْلِهِ ، وَلا يَقُولَ اَحَدٌ لَوْلا اَرْسَلْتَ اِلَيْنا رَسُولاً [مُنْذِراً ، وَاَقَمْتَ لَنا عَلَماً هادِياً] ، فَنَتَّبِـعَ آياتِكَ مِنْ قَبْلِ اَنْ نَذِلَّ وَنَخْزى ، اِلى اَنِ انْتَهَيْتَ بِالْاَمْرِ اِلى حَبيبِكَ وَنَجيبِكَ مُحَمَّدٍ صلىاللهعليهوآله.
فَكانَ كَمَا انْتَجَبْتَهُ سَيِّدَ مَنْ خَلَقْتَهُ ، وَصَفْوَةَ مَنِ اصْطَفَيْتَهُ ، وَاَفْضَلَ مَنِ اجْتَبَيْتَهُ ، وَاَكْرَمَ مَنِ اعْتَمَدْتَهُ.
قَدَّمْتَهُ عَلى اَنْبِيائِكَ ، وَبَعَثْتَهُ اِلَى ، الثَّقَلَيْنِ مِنْ عِبادِكَ ، وَاَوْطَأتَهُ مَشارِقَكَ وَمَغارِبَكَ ، وَسَخَّرْتَ لَهُ الْبُراقَ ، وَعَرَجْتَ به اِلى سَمائِكَ ، وَاَوْدَعْتَهُ عِلْمَ [ما كانَ وَ] ما يَكُونُ اِلَى انْقِضاءِ خَلْقِكَ.
__________________
١. در اصل : النعم.