الروايات عدم الحسن
في طلبه ، بل ربما كان الأساطين مانعين من الاستعجال والتمني قبل الوقت ؛ ففي البحار
عن الخصال الأربعمئة
قال أمير المؤمنين عليهالسلام : انتظروا الفرج ، ولا
تيأسوا من روح الله ؛ فإنّ أحب الأعمال إلى الله عزّ وجلّ انتظار الفرج.
وقال عليهالسلام
: مزاولة قلع الجبال
أيسر من مزاولة مُلك مؤجَّل ، واستعينوا بالله واصبروا ، (إِنَّ
الْأَرْضَ لِلَّـهِ يُورِثُهَا مَن يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَالْعَاقِبَةُ
لِلْمُتَّقِينَ)
، لا تعاجلوا الأمر
قبل بلوغه فتندموا ، ولا يَطولنَّ عليكم الأمد فتقسو قلوبكم.
وقال عليهالسلام
: الآخذ بأمرنا معنا
غداً في حظيرة القدس ، والمنتظر لأمرنا كالمتشحط بدمه في سبيل الله. انتهى.
فكيف التوفيق بين تلك الأخبار؟
قلت : لعل النظر في الأخبار المانعة إلى
طلب الفرج من دون استعداد الوقت ومن دون تحصيل القابلية والصلاحية في نفس الطالب ،
كأكثر المنتظرين في زماننا هذا ، تراهم ، يجتمعون في المجالس ويقرؤون دعاء الفرج
وكلمات الاستغاثة بألحان وهيئة جامعة ، ويغمضون في أموال ناس بأنواع الدسائس. نعوذ
بالله مما قال تعالى في كتابه : (أَتَأْمُرُونَ
النَّاسَ بِالْبِرِّ وَتَنسَوْنَ أَنفُسَكُمْ) .
ولعمري هذا هو الذي قال عليهالسلام
: لا تعاجلوا الأمر قبل بلوغه فتندموا ... الخ .
ويعجبني في هذا المقام ذكر ما سمعته عن
الشيوخ مذاكرة : أن واحداً من الانتظاريين كان يتمنى ظهور إمام العصر ويتوقع قدومه
منذ دهر وسنين ، إلى أن رأى في بعض الليالي في عالم الرؤيا أن الحجة ـ عجل الله
فرجه ـ قد ظهر وأشرق العالم بنور قدومه ، فتشرف الرجل بكمال الوجد والسرور خدمته عليهالسلام منتظراً للتشريفات
وأنواع التكرمة منه ولو بنصبه
__________________