عظم البلاء ، وبرح الخفاء ، وانكشف الغطاء ، وضاقت الأرض ، ومنعت السماء ، وإليك يا رب المشتكى ، وعليك المعوَّل في الشدة والرخاء. اللهم صل على محمد وآله الذين فرضت علينا طاعتهم ، فعرَّفتنا بذلك منزلتهم ، فرِّج عنّا بحقهم فرجاً عاجلاً كلمح البصر أو هو أقرب من ذلك ، يا محمد يا علي يا علي ، يا محمد ، اُنصراني فإنكما ناصراي ، واكفياني فإنكما كافياي ، يا مولاي يا صاحب الزمان ، الغوث الغوث الغوث ، أدركني أدركني أدركني».
قوله : «برح الخفاء» البَرْح بالفتح فالسكون : الشدة.
قوله : «وانكشف الغطاء» إشارة إلى الافتضاح وارتفاع الحجب والحياء وعدم ملاحظة احترام الكبار ، أو ارتفاع قبح المعاصي في الأنظار لقلة النهي عن المنكر ، أو غير ذلك مما يناسب المقام.
قوله : «وضاقت الأرض» يحتمل أن يراد بضيق الأرض شدة المحنة على الشيعة بحيث صارت الأرض الواسعة ضيقة عليهم. ولكن من المحتمل قريباً ـ بقرينة السياق والمقابلة مع «منعت السماء» ـ أن يراد بضيق الأرض عدم الإنبات والنمو الكاشف عن زوال البركة وسلب الرحمة ؛ إذ مقتضى الرحمة الإلهية والألطاف الأزلية أن تجود السماء بالأمطار والأرض بالنباتات والأشجار ، وهو منع فتقهما في الآية الشريفة : (أَوَلَمْ يَرَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ كَانَتَا رَتْقًا فَفَتَقْنَاهُمَا) (١) ؛ على ما ذكر في الخبر (٢) عن الباقر عليهالسلام : إن فتق السماء بقطرات الأمطار ، وفتق الأرض بنمو النباتات. فالضيق تعبير عن ضيق المنافذ بحيث لا تطلع النباتات منها.
قوله : «وإليك يا ربّ المُشتكى» تقديم الخبر لإفادة الحصر. والمشتكى مصدر ميمي ، كما أن «المعوَّل» فيما بعد أيضاً مصدر ميمي بمعنى الاعتماد ، وتقديم خبره أيضاً للحصر.
قوله : «كلمح البصر» استعارة عن قصر المدة ؛ إذ لمح البصر في أقل من ثانية بكثير ، فغرض القائل إعطاء الفرج في وقت أقصر من ذلك.
فإن قلت : المستفاد من هذه الروايات محبوبية الدعاء وطلب الفرج ، ولكن مفاد بعض
__________________
١. سورة الأنبياء ، الآية ٣٠.
٢. روضة الواعظين ، ص ٢٠٣ ، شرح اُصول الكافي للمازندراني ، ج ١٢ ، ص ٩ ، طب الأئمة ، ص ٩٥ ؛ وعنه في مستدرك الوسائل ، ج ١٥ ، ص ٢٠٥ ، باب ٧٩ ، ح ١٨٠٢٥.