القرآن نزل مرة واحدة في أول البعثة على بيت المعمور أو على قلب الرسول صلىاللهعليهوآله ، ولكنه لم يكن مأذوناً في الإظهار إلا على التدريج. فعلى هذا فبعد وضع ثلاثة عشر سنة قبل الهجرة يبقى سبع وأربعون بعد ثلاثمئة وألف. رزقنا الله فيض لقائه وهدانا بطول بقائه.
ويؤيد ما ذكرنا أيضاً ما في ينابيع المودة (١) من ثلاثة أبيات عربية في التوقيت ، قال :
وفي يمن أمن يكون لأهلها |
|
إلى أن ترى نور الهداية مقبلا |
بميم مجيد من سلالة حيدر |
|
ومن آل بيت طاهرين بمن علا |
يسمى بالمهدي من الحق ظاهر |
|
بسنّة خير الخلق يحكم أولا |
فإنّ لفظ «المجيد» عدده سبع وخمسون إذا نقص تارة من جملة «سلالة حيدر» واُخرى من جملة «آل بيت طاهرين» يعني بعد وضع مئة وأربعة عشر من ألف وأربعمئة وواحد وخمسين يبقى ألف وثلاثمئة وسبع وأربعون.
وحيث إن السنة والسنتين في أمثال تلك القضايا والتأسيسات والتبدلات بالتقدم والتأخر لا تضر التوقيت ، فلا بأس أن نذكر ما استنبطه بعض فلاسفة العصر وأهالي أروبا .. على ما نقتله بعض جرائد الانكليز المسماة بـ «روشنا» من استخراجات الكونت تولستوي بأشهُر قبل موته وكان أربع سنين قبل القضية المستكشفة ، قال :
|
إني أرى اشتعالاً عظيماً في سنة ١٩١٣ م تقريباً ، وابتداؤه من الممالك الجنوبية الشرقية ، فتشتعل تلك النار ، وتزيد على التدريج حتى تحيط بتمام أروبا في سنة ١٩١٤ ، وكأني أرى في هذه السنة تمام عرصة أروبا قطعة نار ودم ، وأسمع الأنين من عرصة المحاربة من المقتولين والمجروحين ، ولكن في سنة ١٩١٥ يظهر رجل غريب من ناحية الشمال كأنه نابليون الثاني ، فيدخل عرصة المحاربة وليس هو بنظامي ماهر ولا كاتب قابل ، ولكن ستسخَّر له ممالك أروبا حتى يكون ختام هذه المحاربة الشديدة في سنة ١٩٢٥ ابتداء قرب جديد في سياسة الدنيا ، وترتفع الدول المختلفة من البين ، ويكون العالم على اختلاف مللها على حالة متحدة. انتهى. |
وقد أصاب الفيلسوف فيما استخرجه مما بيده من الاُصول والقواعد أو من نقشات
__________________
١. ينابيع المودة ، ج ٣ ، ص ٣٣٧.