(مخططات) سياسة الدول أو غيرها ، من اشتعال النار مبتدئاً من الجنوب الشرقي لأروبا ، حيث صار منشأ النزاع من دولة الصرب في محاربة الدول المعظمة ، ثم اشتد الأمرن حتى قتل ملايين من النفوس لدواعي المتمدنين من دول كرة الأرض ، [لا] سيما الأروباويين المواظبين لتأسيس الأندية الخيرية والمريضخانجات الملية (المستشفيات الوطنية) لحفظ النفوس البشرية.
وكيف كان فقد اتفق أول المحاربة في سنة (١٩١٣) ميلادية المطابقة لسنة (١٣٣١) هجرية. ولعل ختام الأمر ـ إن شاء الله ـ على ما وعده الفيلسوف في الخامس والعشرين بعد الألف وتسعمئة المنطبقة على السنة الماضية ، فإن هذه السنة الحاضرة مطابقة لسنة (١٩٢٦) ميلادية ، وسنة (١٣٤٧) هجرية يتأخر عن الموعد بسنتين أو ثلاث سنين ، إلا أنه لا يُقدح في مثل تلك الاُمور ؛ ضرورة أن المقدمات تقع متدرجة قبل الأمر بسنين.
هذا كله مع أن الأمر أدق وأدل من التوقيت الحتمي ، بل قد عرفت أن أصل قيام الحجة ـ عجل الله تعالى فرجه ـ حتمي ، أما وقته فمما يقبل البداء ، وما ورد في الأخبار من التوقيت فلأجل التحفظ على الشيعة رجاءهم ؛ كي لا يتبدل باليأس والقنوط بعد تحقق الامتحان والتثبت. بيان ذلك : أنّ الرجل مع اليأس لا يدعو ولا يتمنى في موضوع ذلك الشيء الذي يئس منه ، وأما مع الرجاء فيلتمس وينتجي في موارد استجابة الدعاء لنيل مقصوده.
وحسبك في مطلوبية الدعاء في مثل ذلك الزمان : إما لبقاء الاعتقاد الراسخ وعدم التبدل بالكفر والارتداد به سبب التأخير وطول مدة الفرج ، وإما للتعجيل في ذلك الأمر من باب اللطف والتفضل : ما ورد في بعض الأخبار من الحث والترغيب على الدعاء :
منها : ما في البحار (١) عن الكافي (٢) عن زرارة قال : سمعت أبا عبد الله عليهالسلام يقول : إن للقائم غيبة قبل أن يقوم. قلت : ولم؟ قال : يخاف ـ وأومى إلى بطنه ثم قال ـ يا زرارة وهو المنتظر ، وهو الذي يشك الناس في ولادته ؛ منهم من يقول : هو حمل ، ومنهم من يقول : هو غائب ، ومنهم من يقول : ما ولد ، ومنهم من يقول : قد ولد قبل وفاة أبيه بسنتين ، وهو المنتظر غير أن الله تعالى يحب أن يمتحن الشيعة ، فعند ذلك يرتاب المبطلون. قال زرارة : فقلت : جعلت فداك ، فإن أدركت ذلك الزمان فأيّ شيء أعمل؟ قال : يا زرارة ، إن أدركت ذلك الزمان فالزم هذا الدعاء :
__________________
١. بحار الأنوار ، ج ٥٢ ، ص ١٤٦ ، ح ٧٠.
٢. الكافي ، ج ١ ، ص ٣٤٠ ، ح ١٨ إلى قوله : «إلى بطنه» ، وما بعده مرويّ في كمال الدين ، ص ٣٤٢ ، ح ٢٤.