المراد ـ إن شاء الله ـ من الألف والثلاثين في قول الخواجة السنون القمرية من الغيبة الكبرى ، وبانضمام ثلاثمئة وثلاثين قبل الغيبة الكبرى يصير المجموع : ألف وثلاثمئة وستون ، ولكن مبدأ التاريخ من أول البعثة لا بدء ظهور الإسلام وطلوع نقطة التوحيد وبعد وضع ثلاثة عشر سنة قبل الهجرة ، فينطبق التاريخ على سنة ألف وثلاثمئة وسبع وأربعين على ما استخرجه الحاج نجم الممالك ، على ما أشرنا إليه وكنا في صدد بيانه.
ويقرب منه البيت الثاني من رباعي السلطان الغ بيك الكوركانى ـ على ما في كشكول الشيخ ـ قال :
بينى تو «بغا» ملك مكدر گشته |
|
در وقت «غلت» زير وزبرتر گشته |
در سال «غلب» اگر بمانى زنده |
|
ملك وملل ومذهب ودين برگشته (١) |
يمكن أن يكون المعنى : أنّ مقدمات الانقلاب في سنة ألف وواحد أو ألف ، بأن يكون الألف للإطلاق زائداً كما حكى ذلك الفاضل الكرماني في كتابه عن تقي الدين ابن أبي منصور فيما رواه من الخبر النبوي : إن صلحت اُمّتي فلها يوم ، فإن فسدت فلها نصف يوم. فقال : هذا اليوم من أيام الربوبية : (وَإِنَّ يَوْمًا عِندَ رَبِّكَ كَأَلْفِ سَنَةٍ مِّمَّا تَعُدُّونَ) (٢) ، فيكون المعنى أن مقدمات الانقلاب من ختام ألف سنة ، فيكون في ألف ثلاثين انقلاب أزيد وأشد كما قال : «در سال غلت زير وزبرتر گردد» ، فإن التاء للخطاب حتى قال أخيراً «در سال غلب» بالباء ـ أي في سنة ألف وثلاثين ـ يزيد الانقلاب حتى يتغيّر الملك والمذهب والدين. ولا يخفى أن هذا أيضاً بعد الغيبة الكبرى كما بيناه سابقاً.
ومما يؤيد ما نحن بصدده من مزيد الرجاء في سنة سبع وأربعين وثلاثمئة وألف : أني حاسبت عدد الحروف في الآية الشريفة في سورة الصافات : (وَإِنَّ جُندَنَا لَهُمُ الْغَالِبُونَ) (٣) فصال : ألف وثلاثمئة وستون ، وكان من المعلوم أن السورة مكية ، إلا أن الأسف كل الأسف أن المفسرين لا يزيدون على أن السورة الفلانية أو الآية الفلانية مكية أو مدنية من دون تعرض لسنة نزولها وتاريخ صدورها ، وقد فات بذلك جملة من الفوائد من حيث الناسخية والمنسوخية وغير ذلك ، إلا أني قد أخذت في ذلك ما في بعض الأخبار : أن
__________________
١. البيتان مع اختلاف في الألفاظ في مجمع النورين ، ص ٣٦٥.
٢. سورة الحج ، الآية ٤٧.
٣. سورة الصافّات ، الآية ١٧٣.